العبد الفقير إلى الله
عدد المساهمات : 13630 تاريخ التسجيل : 24/05/2011 العمر : 40
| |
العبد الفقير إلى الله
عدد المساهمات : 13630 تاريخ التسجيل : 24/05/2011 العمر : 40
| موضوع: رد: مراحل عزل الولاة في عهد عثمان رضي الله عنه الأحد ديسمبر 02, 2012 12:48 pm | |
|
عزل أبي موسى الأشعري عن البصرة وتولية عبداللَّه بن عامر عزل عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ في سنة 29 هـ أبا موسى الأشعري عن البصرة لثلاث سنين مضت من خلافته. وولى عبد اللَّه بن عامر بن كريز وكان سبب عزل أبي موسى أن أهل ايْذَج ، والأكراد كفروا، فنادى أبو موسى في الناس وحضَّهم وندبهم، وذكر من فضل الجهاد في الرُّجلة [الرُّجْلة: القوة على المشي. القاموس المحيط، مادة: رَجَلَ]. حتى حمل نفر على دوابهم وأجمعوا على أن يخرجوا رجالًا [رجالًا: أي ماشين. القاموس المحيط، مادة: رَجَلَ]. وقال آخرون: لا واللَّه لا نعجل بشيء حتى ننظر ما يصنع، فإن أشبه قوله فعله فعلنا كما يقول، فلما خرج أخرج ثقله [ثقله: أمتعته وأثقاله كلها] من قصره على أربعين بغلًا، فتعلقوا بعنانه وقالوا: احملنا على بعض هذه الفضول وارغب في المشي كما رغَّبتنا ، فضرب القوم بسوطه، فتركوا دابته فمضى، وأتوا عثمان فاستعفوه منه، وقالوا: ما كل ما نعلم نحب أن نقوله فأبدلنا نه. فقال: من تحبون؟ فقالوا: غيلان بن خرشة، في كل أحد عوض من هذا العبد الذي قد أكل أرضًا وأحيا أمر الجاهلية فينا. أما منكم خسيس فترفعوه! أما منكم فقير فتجبروه! يا معشر قريش حتى يأكل هذا الشيخ الأشعري هذه البلاد؟ فانتبه لها عثمان فعزل أبا موسى وولَّى عبد اللَّه بن عامر، فلما سمع أبو موسى قال: يأتيكم غلام عمر، خراج، ولاَّج، كريم الجدات، والخالات، والعمات، يجمع له الجندان، وكان عمر عبد اللَّه خمسًا وعشرين سنة، وجمع له جند أبي موسى، وجند عثمان بن أبي العاص الثقفي من عمان والبحرين، واستعمل على خراسان عمير بن عثمان بن سعد ، وعلى سجستان عبد اللَّه بن عمير الليثي وهو من ثعلبة، فأثخن فيها إلى كابل، وأثخن عمير في خراسان حتى بلغ فرغانة لم يدع دونها كورة إلا أصلحها، وبعث إلى مكران عبيد اللَّه بن معمر ولاه عثمان بن عفان قيادة جيش الفتح في أطراف اصطخر، ونشبت معارك استشهد في إحداها فأثخن فيها حتى بلغ النهر، وبعث إلى كرمان عبد الرحمن بن عبيس، وبعث إلى الأهواز وفارس نفرًا، ثم عزل عبد اللَّه بن عمير، واستعمل عبد اللَّه بن عامر فأقره عليها سنة، ثم عزله واستعمل عاصم بن عمرو وعزل عبد الرحمن بن عبيس وأعاد عدي بن سهيل بن عدي ، وصرف عبيد اللَّه بن معمر إلى فارس، واستعمل مكانه عمير بن عثمان، واستعمل على خراسان أمير [ورد في الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 605: "أمين"، وفي ابن الأثير، الكامل في التاريخ: "أُمَيْر."] بن أحمر اليشكري، واستعمل على سجستان سنة أربع عمران بن الفضيل البرجمي، ومات عاصم بن عمرو بكرمان [ تاريخ الأمم والملوك 2/ 435- 436 ، الكامل في التاريخ 1/ 487 ] بدء الطعن على عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ : أقام عبد اللَّه بن سعد بذات الصَّوَاري بعد الهزيمة أيامًا، ورجع فكان أول ما تكلم به "محمد بن أبي حذيفة ومحمد بن أبي بكر في أمر عثمان في هذه الغزوة، وأظهروا عيبه، وما غيَّر وما خالف به أبا بكر وعمر، ويقولان: إنه استعمل عبد اللَّه بن سعد رجلًا كان رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أباح دمه، ونزل القرآن بكفره، وأخرج رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قومًا وأدخلهم. ونزع أصحاب رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ. واستعمل سعيد بن العاص وابن عامر. فبلغ ذلك عبد اللَّه بن سعد فقال: ألا تركبا معنا؟ فركبا في مركب ما معهما إلا القبط، فلقوا العدو، فكانا أقل المسلمين نكاية وقتالًا، فقيل لهما في ذلك، فقالا: كيف نقاتل مع عبد اللَّه بن سعد، استعمله عثمان وعثمان فعل كذا وكذا؟ فأرسل إليهما عبد اللَّه ينهاهما، ويتهددهما، ففسد الناس بقولهما، وتكلموا ما لم يكونوا ينطقون به. وروي أن محمد بن أبي حذيفة جعل يقول للرجل: أما واللَّه لقد تركنا خلفنا الجهاد حقًا، فيقول الرجل: وأيّ جهاد، فيقول: عثمان بن عفان فعل كذاوكذا. واستحل كلاهما دم عثمان. ولد محمد بن أبي حذيفة بأرض الحبشة على عهد رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو ابن خال معاوية بن أبي سفيان أخذه عثمان بن عفان عنده بعد أن قتل أبوه حذيفة فكفله إلى أن كبر، ثم سار إلى مصر فصار من أشد الناس تأليبًا على عثمان . وأما محمد بن أبي بكر فقد ولد في حجة الوداع بذي الحليفة لخمس بقين من ذي العقدة، والذي دعا محمد بن أبي حذيفة إلى الخروج على عثمان أنه كان يتيمًا في حجر عثمان، فسأله عثمان العمل حين ولي، فقال: يا بني لو كنت رضًى، ثم سألتني العمل لاستعملتك، ولكن لست هناك. قال: فأذن لي فلأخرج فلأطلب ما يقوتني. قال: اذهب حيث شئت، وجهَّزه من عنده، وحمله وأعطاه، فلما وقع إلى مصر كان فيمن تغير عليه أن منعه الولاية. ثم إن الذي دعا محمد بن أبي بكر إلى الطعن في عثمان أن محمدًا كانت عليه دالة، فلزمه حق، فأخذه عثمان من ظهره ولم يُدْهِن فاجتمع هذا إلى هذا فصار مذممًا بعد أن كان محمدًا. [ مروج الذهب للمسعودي 1/ 307- 311 ، الكامل في التاريخ 1/ 494 ، تاريخ الطبري 3/ 342 ، تاريخ الرسل والملوك 2/ 448 ] . عزل الوليد بن عقبة عن الكوفة كان للكوفة شأن عظيم، وتأثير في مجرى الحوادث في ذلك الوقت، وقد أخذ أهلها يتذمرون ويتحزبون، ويثيرون الفتن على الولاة، فلم تطل ولاية المغيرة على الكوفة ، فعزله عثمان، وولى مكانه سعد بن أبي وقاص، عملًا بوصية عمر، إلى أن حدث الخلاف بينه وبين ابن مسعود، الذي كان على بيت المال [أي وزيرًا للمالية]، فغضب عثمان على سعد، فعزله، وولى مكانه الوليد بن عقبة، وهو أخو عثمان لأمه. وكان شجاعًا، لكنه كان متهمًا بشرب الخمر، ثم إن أبا عقبة بن أبي معيط كان من أشد الناس عداوة لرسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومن المستهزئين به، ولما أسر في غزوة بدر وقدم للقتل نادى: يا معشر قريش ما لي أقتل بينكم صبرًا ؟! فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "بكفرك واجترائك على اللَّه ورسوله" وعقبة هو الذي وضع سلا الجزور على ظهر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو ساجد. فهناك مجال واسع للطعن على ولاية الوليد بن عقبة: أولًا: لأنه ابن عقبة بن أبي معيط المعروف بعدائه لرسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ثانيًا: لأنه هو الذي ذكر في القرآن بقوله تعالى: ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) [الحجرات: 6]. ثالثًا: لأنه كان متهمًا بشرب الخمر . رابعًا: لأن المسلمين يعلمون قرابته لعثمان، وقد كان من الصحابة من هو أحق منه بهذا المركز، ولا سيما سعد الذي كانت له مواقف مشهورة في حرب الفرس، ومع ذلك كان الوليد محبوبًا، وقام بغزوات عدة ظهرت فيها شجاعته، لكن أهل الكوفة حملوا عليه حملة شديدة. وقد بقي خمس سنين وليس لداره باب. ثم إن شُبانًا من أهل الكوفة نقبوا على ابن الحَيْسُمَان الخزاعي وكاثروه فنذر بهم [نَذَرَ بهم: علم بهم واستعد لهم]. وخرج عليهم بالسيف وصرخ، فأشرف عليهم أبو شريح الخزاعي وكان قد انتقل من المدينة إلى الكوفة للقرب من الجهاد. فصاح بهم أبو شريح فلم يلتفتوا إليه وقتلوا ابن الحيْسمان وأخذهم الناس وفيهم زهير بن جُنْدَب الأزدي ومورَّع بن أبي مورع الأسدي وشبيل ابن أبيّ الأزدي وغيرهم فشهد عليهم أبو شريح وابنه فكتب فيهم الوليد إلى عثمان بقتلهم فقتلهم على باب القصر، في الرَّحبة. ولهذا أخذ في القسامة [القَسَامة: بالفتح، الأيمان تُقسَم على أولياء القتيل إذا ادَّعوا الدم، يقال: قتل فلان بالقَسَامة إذا اجتمعت جماعة من أولياء القتيل فادعوا على رجل أنه قتل صاحبهم، ومعهم دليل دون البينة، فحلفوا خمسين يمينًا أن المدعى عليه قتل صاحبهم، فهؤلاء الذين يقسمون على دعواهم يسمَّون قَسَامَة أيضًا]. بقول ولي المقتول عن ملأ من الناس ليكف الناس عن القتل. وكان أبو زبيد الطائي الشاعر في الجاهلية والإسلام في بني تغلب وكانوا أخواله فجحدوه دينًا له، فأخذ له الوليد حقه إذا كان عاملًا عليهم فشكر أبوزبيد ذلك له وانقطع إليه، وغشيه بالمدينة والكوفة، وكان نصرانيًا، فأسلم عند الوليد. وكان معروفًا بشرب الخمر، فأنزله دارًا لعقيل بن أبي طالب على باب المسجد فاستوهبها منه زبيد فوهبها له، فكان ذلك أول الطعن على الوليد بالكوفة، لأن أبا زبيد كان يخرج من منزله حتى يشق الجامع إلى الوليد فَيَسْمُرَ عنده، ويشرب معه، ويخرج فيشق المسجد، وهو سكران. فلذلك نبهم عليه. فبينما هو عنده أتى آتٍ أبا زينب، وأبا مورع، وجندبًا، وكانوا يتربصون للوليد منذ قتل أبناءهم، ويضعون له العيون للإيقاع به، فقال لهم: إن الوليد وأبا زبيد يشربان الخمر، فثاروا وأخذوا معهم نفرًا من أهل الكوفة، فاقتحموا عليه، فلم يروه، فأقبلوا يتلاومون، وسبَّهم الناس، وكتم الوليد ذلك عن عثمان. وجاء جندب ورهط معه إلى ابن مسعود فقالوا له: إن الوليد معتكف على الخمر وأذاعوا ذلك. فقال ابن مسعود: (من استتر عنا لم نتبع عورته). فعاتبه الوليد على قوله حتى تغاضبا، ثم أتى الوليد بساحر، فأرسل إلى ابن مسعود يسأله عن حده، واعترف الساحر عند ابن مسعود، وكان يخيل إلى الناس أنه يدخل في دبر الحمار، ويخرج في فيه، فأمره ابن مسعود بقتله. فلما أراد الوليد قتله أقبل الناس ومعهم جندب بن كعب، فضرب الساحر، فقتله، فحبسه الوليد، وكتب إلى عثمان فيه، فأمره بإطلاقه وتأديبه، فغضب لجندب أصحابه، وخرجوا إلى عثمان يستعفون من الوليد، فردهم خائبين، فلما رجعوا أتاهم كل موتور، فاجتمعوا معهم على رأيهم، ودخل أبو زينب وأبو مُورَع وغيرهم على الوليد، فتحدثوا عنده، فنام، فأخذا خاتمه وسارا إلى المدينة. واستيقظ الوليد فلم ير خاتمه، فسأل نساءه عن ذلك فأخبرنه أن آخر من بقي عنده رجلان صفتهما كذا وكذا فاتهمهما وقال: هما أبو زينب وأبو مورع، وأرسل يطلبهما فلم يوجدا. فقدما على عثمان ومعهما غيرهما، وأخبراه أنه شرب الخمر. فأرسل إلى الوليد فقدم المدينة ودعا بهما عثمان. فقال: أتشهدانأنكما رأيتماه يشرب. فقالا: لا. قال: فكيف؟ قالا: اعتصرناها من لحيته، وهو يقيء الخمر. فأمر سعيد بن العاص فجلده. فأورث ذلك عداوة بين أهليهما. وقيل: إن الذي جلده عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب جلده أربعين جلدة وهو الصحيح، لأن عليًا أمر ابنه الحسن أن يجلده، فقال الحسن: ولِّ حارَّها من تولى قارها [أي: ولِّ مكروه الأمر من تولى محبوبه]، فأمر عبد اللَّه بن جعفر فجلده أربعين، فقال عليّ: أمسك. جلد رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر أربعين، وجلد عمر ثمانين، وكل سُنَّة. وهذا أحب إليَّ [ صحيح مسلم 9/ 84 حديث 3220 ] . وقيل: إن الوليد قد سكر وصلى الصبح بأهل الكوفة أربعًا، ثم التفت إليهم وقال: أزيدكم؟ فقال ابن مسعود: ( ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم ). وشهدوا عليه عند عثمان، فأمر عليًا بجلده، فأمر عليٌّ جعفرًا فجلده | |
|
العبد الفقير إلى الله
عدد المساهمات : 13630 تاريخ التسجيل : 24/05/2011 العمر : 40
| موضوع: رد: مراحل عزل الولاة في عهد عثمان رضي الله عنه الأحد ديسمبر 02, 2012 12:52 pm | |
|
وروي أنه لما أحضر عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ الوليد في شرب الخمر حضر الحُطيئة، فاستأذن على عثمان وعنده بنو أمية متوافرون، فطمعوا أن يلتمس للوليد عذرًا فقال : شهد الحُطيئة يوم يلقى ربه
| * | أن الوليد أحق بالعذر
| خلعوا عِنانك إذ جريت ولو
| * | تركوا عنانك لم تزل تجري
| ورأوا شمائل ماجد أنف
| * | يعطي على الميسور والعسر
| فنُزعت مكذوبًا عليكَ ولم
| * | تنزع إلى طمع ولا فقر
|
فسروا بذلك وظنوا أنه قد قام بعذره. فقال رجل من بني عجل يرد على الحطيئة:
نادى وقد تمت صلاتهم
| * | أأزيديكم ـ ثملًا ـ وما يدري
| فأبوا أبا وهب ولو فعلوا
| * | وصلتْ صلاتهُمُ إلى العشر
|
فوجم القوم وأطرقوا. فأمر به عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فحُدَّ. شهد على الوليد أبو زينب، وأبو مورع، وجُندَب، وسعد بن مالك الأشعري، ولم يشهد عليه إلا يمانٍ. "أي أن كل من شهد عليه من اليمن". جُلد الوليد في المدينة أمام أقارب عثمان، أمام بني أمية، أمام علي بن أبي طالب وأولاده وأنصاره، وهذه فضيحة شنيعة: أولًا: لأنه كان واليًا على الكوفة والخمر محرمة في الشريعة الإسلامية، ويُحدُّ شاربها، والوالي هو الذي يقيم الحدود، فيجب عليه أن يكون قدوةللناس في الصلاح والتقوى وإتباع الكتاب والسنة. ثانيًا: لأنه أخو الخليفة الذي ولاه مكان سعد بن أبي وقاص، فاختيار عثمان للوليد لم يكن موفقًا. فما كل ذي قرابة يصلح للحكم ، ومن خلق الناس أنهم يتربصون وقوع الخطأ ممن يعين لقرابته لأولي الأمر، فإذا هفا هفوة، أو أذنب طعنوا عليه، وعددوا مثالبه ، وطعنوا على من ولاه. وقد قيل: إن عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ كان واقعًا تحت تأثير أقاربه وبني أمية، وكان يثق بهم. أما أبو بكر وعمر ـ رضي اللَّه عنهما ـ، فقد كانا يتجنبان المحاباة ولا يراعيان غير المصلحة العامة. ولم يرَ عثمان بدًا من جلد الوليد بعد أن شهدوا عليه إقامة للحدود. وفي الطبري: كان الناس في الوليد فرقتين، العامة معه والخاصة عليه. فما زال عليهم من ذلك الخشوع حتى كانت صفِّين، فولى معاوية، فجعلوا يقولون عيَّب عثمان بالباطل، فقال لهم عليّ عليه السلام: "إنكم وما تعيرون به عثمان كالطاعن نفسه ليقتل ردفه، ما ذنب عثمان في رجل ضربه بقوله وعزله عن عمله. وما ذنب عثمان فيما صنع عن أمرنا؟" وعن نافع بن جبير قال: قال عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ: إذا جلد الرجل الحرّ ثم ظهرت توبته جازت شهادته. وقيل: كان الوليد أدخل الناس على الناس خيرًا ـ حتى جعل يقسم للولائد والعبيد، ولقد تفجَّع عليه الأحرار والمماليك، كان يُسْمَع الولائد ـوعليهن الحداد ـ يقلن:
يا ويلتا قد عزل الوليد
| * | وجاءنا مُجوّعًا سعيد
| ينقص في الصاع ولا يزيد
| * | فَجُوَّعَ الإماء والعبيد
|
[ تاريخ الطبري 3/ 327 – 330 ، الكامل في التاريخ 1/ 490 ، تاريخ الرسل والملوك 2/ 442 ] تولية سعيد بن العاص الكوفة: لما وصل سعيد الكوفة صعد المنبر [قبل أن يصعد سعيد المنبر أمر بغسله فقال: اغسلوا هذا المنبر فإن الوليد كان رجسًا نجسًا فلم يصعده حتى غسل،عيبًا على الوليد]. فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال : "واللَّه لقد بعثت إليكم وإني لكاره، ولكني لم أجد بدًا إذا أمرت أن آتمر، إلا أن الفتنة قد أطلعت خطمها وعينيها وواللَّه لأضربن وجهها حتى أقمعها أو تعييني، وإني لرائد نفسي اليوم". ثم نزل وسأل عن أهل الكوفة فعرف حال أهلها. وهذه الخطبة إنذار لأهل الكوفة بأنه سيستعمل الشدة معهم . كتاب سعيد إلى عثمان: ثم كتب سعيد إلى الخليفة كتابًا قال فيه: "إن أهل الكوفة قد اضطرب أمرهم، وغُلب أهل الشرف منهم والبيوتات السابقة، والغالب على تلك البلاد روادف قدمت وأعراب لحقت، حتى لا ينظر إلى ذي شرف وبلاء من نابتتها ولا نازلتها" كتب عثمان إليه: " أما بعد، ففضل أهل السابقة والقدمة ممن فتح اللَّه عليه تلك البلاد، وليكن من نزلها بسببهم تبعًا لهم، إلا أن يكونوا تثاقلوا عن الحق وتركوا القيام به وقام به هؤلاء، واحفظ لكل منزلته، وأعطهم جميعًا بقسطهم من الحق. فإن المعرفة بالناس بها يصاب العدل." فأرسل سعيد إلى وجوه الناس من أهل الأيام والقادسية فقال: "أنتم وجوه من وراءكم. والوجه ينبئ عن الجسد فأبلغونا حاجة ذي الحاجة، وخلة ذي الخلة، وأدخلوا معهم من يحتمل من اللواحق والروادف". كثر القيل والقال وقال بعض شعراء الكوفة يندد بسعيد وكثرة التبديل في الولاة :
فررت من الوليد إلى سعيد
| * | كأهل الحجر إذ جزعوا فباروا
| بلينا من قريش كل عام
| * | أميرٌ مُحْدَثٌ أو مستشار
| لنا نار نخوّفها فنخشى
| * | وليس لهم فلا يخشون نار
|
ثم إن سعيد جعل القراء في سمره، ففشت القالة في أهل الكوفة، فكتب سعيد إلى عثمان بذلك، فجمع الناس وأخبرهم بما كتب إليه فقالوا له: أصبت لا تطمعهم فيما ليسوا له بأهل، فإنه إذا نهض في الأمور من ليس بأهل لها لم يحتملها وأفسدها، فقال عثمان: "يا أهل المدينة استعدوا واستمسكوا. فقد دبت إليكم الفتن، وإني واللَّه لأستخلصن لكم الذي لكم حتى أنقله إليكم، إن رأيتم حتى يأتي من شهد مع أهل العراق سهمه فيقيم معه في بلاده، فقالوا: كيف تنقل إلينا سهمنا من الأرضين؟ فقال: ببيعها ممن شاء بما كان له بالحجاز واليمن وغيرها من البلاد ففرحوا وفتح اللَّه لهم أمرًا لم يكن في حسابهم، وفعلوا ذلك واشتراه رجال من كل قبيلة وجارٍ لهم عن تراضٍ منهم ومن الناس وإقرار بالحقوق..[الكامل في التاريخ 1/ 490- 491 ] تسيير أبي ذر الغفاري إلىالربذة: كان أبو ذر بالشام في خلافة عثمان، وكان معاوية عاملًا عليها، فلما ورد ابن السوداء عبد اللَّه بن سبأ، الشام لقي أبا ذر فقال: يا أبا ذر ألا تعجب إلى معاوية يقول: ( المال مال اللَّه ألا إن كل شيء للَّه)، كأنه يريد يحتجنه [ أي يجمعه ] دون الناس ويمحو اسم المسلمين [ كان معاوية يكثر ادخار المال في ولايته بالشام لصرفه وقت الحاجة ] فأتاه أبو ذر. فقال: ما يدعوك إلى أن تسمي مال المسلمين مال اللَّه ؟ قال: يرحمك اللَّه يا أبا ذر ألسنا عباد اللَّه، والمال ماله، والخلق خلقه، والأمر أمره؟ قال: فلا تقله. قال: فإني لا أقول إنه ليس للَّه، ولكن سأقول مال المسلمين. وأتى ابن السوداء أبا الدرداء، فقال له: من أنت، أظنك واللَّه يهوديًا. فأتى عبادة بن الصامت فتعلق به معاوية. فقال : هذا واللَّه الذي بعث عليك أبا ذر. وقام أبو ذر بالشام وجعل يقول : "يا معشر الأغنياء وأسواء الفقراء. بُشِّر الذين يكنزون الذهب والفضة ولا يُنفقونها في سبيل اللَّه بمكاوٍ من نار تُكوى بها جباهم وجنوبهم وظهورهم" قال تعالى : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم . يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذقوا ما كنتم تكنزون ) [التوبة: 34]. فما زال حتى ولع الفقراء بمثل ذلك، وأوجبوه على الأغنياء، وحتى شكا الأغنياء ما يلقون من الناس. حرض أبو ذر بذلك الفقراء وفهمهم أن لهم حقوقًا لدى الأغنياء، وأن الذين يكنزون المال لهم في الآخرة عذاب أليم فهو بذلك يدعو إلى نوع من التكافل. وقد تخوَّف الأغنياء من ثورة الفقراء، ومطالبتهم بالمال، لذلك شكوا إلى معاوية. فكتب معاوية إلى عثمان أن أبا ذر قد أعضل بي [أعضل بي: أعياني أمره]، وقد كان من أمره كيت وكيت. فكتب إليه عثمان: "إن الفتنة قد أخرجت خطمها [خطمها: أنفها. [القاموس المحيط، مادة: خطم]] وعينيها، فلم يبق إلا أن تثب فلا تنكأ القرح، وجهِّز أبا ذر إليَّ، وابعث معه دليلًا وزوِّده، وارفق به، وكفكف الناس ونفسك ما استطعت، فإنما تمسك ما استمسكت" : إن الأغنياء لما شكوا إلى معاوية ما يلقون من الفقراء، أرسل إلى أبي ذر بألف دينار في جنح الليل، فأنفقها ـ على الفقراء ـ، فلما صلى معاوية الصبح، دعا رسوله الذي أرسله إليه، فقال: اذهب إلى أبي ذر فقل له أنقذ جسدي من عذاب معاوية، فإنه أرسلني إلى غيرك، وإني أخطأت بك، ففعل ذلك. فقال له أبو ذر: يا بني قل له واللَّه ما أصبح عندنا من دنانيرك دينارًا، ولكن أخرنا ثلاثة أيام حتى نجمعها. فلما رأى معاوية أن فعله يصدق قوله كتب إلى عثمان إلخ. فلما قدم أبو ذر المدينة، ورأى المجالس في أصل سلع [سَلْع: جبل قرب المدينة. [القاموس المحيط، مادة: سلع].]، قال: بشِّر أهل المدينة بغارة شعواء وحرب مذكار. ودخل على عثمان فقال: يا أبا ذر ما لأهل الشام يشكون ذَرَبك [ذَرَبك: حدة لسانك. [القاموس المحيط، مادة: ذرب].]؟ فأخبره أنه لا ينبغي أن يقال مال اللَّه، ولا ينبغي للأغنياء أن يقتنوا مالًا. فقال: يا أبا ذر عليَّ أن أفضي ما عليَّ، وآخذ ما على الرعية، ولا أجبرهم على الزهد، وأن أدعوهم إلى الاجتهاد والاقتصاد. قال: فتأذن لي في الخروج، فإن المدينة ليست لي بدار. فقال: أو تستبدل بها إلاَّ شرًَّا منها. قال: أمرني رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن أخرج منها إذا بلغ البناء سَلْعًا. قال: فانفذ لما أمرك به، فخرج حتى نزل الربذة [الربذة: من قرى المدينة على ثلاثة أميال، وبها قبر أبي ذر، أقام بها إلى أن مات سنة 32 هـ، وقد تطاول عثمان في البنيان حتى عدوا سبع دور بناها بالمدينة: دارًا لنائلة ودارًا لعائشة وغيرهما من أهله وبناته، وبنى مروان القصور بذي خشب، فلما شاهد أبو ذر كثرة البنيان لم يطق الإقامة بالمدينة لحديث رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ. [فحط بها منزلًا، وأقطعه عثمان صرمة من الإبل [صرمة من الإبل: قطيع من الإبل نحو الثلاثين. [القاموس المحيط، مادة: صَرَم].]، وأعطاهمملوكين، وكان أبو ذر يتعاهد المدينة حتى لا يعود أعرابيًا، وكان يحب الوحدة والخلوة، فدخل على عثمان وعنده كعب الأحبار فقال لعثمان: لا ترضوا من الناس بكف الأذى حتى يبذلوا المعروف، وقد ينبغي للمؤدي الزكاة أن لا يقتصر عليها حتى يحسن إلى الجيران والإخوان ويصل القرابات. فقال كعب: مَن أدَّى الفريضة فقد قضى. فرفع أبو ذر محجنه [محجنه: عضاه. [القاموس المحيط، مادة: حجن].]، فضربه، فشجَّه، فاستوهبه عثمان، فوهبه له وقال: يا أبا ذر اتق اللَّه واكفف يدك ولسانك. ولما نزل أبو ذر الربذة أقيمت الصرة وعليها رجل يلي الصدقة فقال: تقدم يا أبا ذر. فقال: لا، تقدَّم أنت فإن رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لي: (اسمع وأطع وإن كان من رقيق الصدقة)، وكان أسود يقال له: مجاشع. وذكر الطبري رواية عن محمد بن سيرين قال: خرج أبو ذر إلى الربذة من قبل نفسه لما رأى عثمان لا ينزع له [لا ينزع إليه: أي لا يميل إليه. [القاموس المحيط، مادة: نزع].] إلخ. ثم قال الطبري بعد أن أورد قصة أبي ذر وإقامته بالربذة: وأما الآخرون فإنهم رووا في سبب ذلك أشياء كثيرة وأمورًا شنيعة كرهت ذكرها. وقال اليعقوبي في تاريخه : " وبلغ عثمان أن أبا ذر يقعد في مسجد رسول اللَّه، ويجتمع إليه ناس، فيحدث بما فيه الطعن عليه، وأنه وقف بباب المسجد فقال: "أيها الناس منعرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري، أنا جندب بن جنادة الربذيّ : ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وءال إبراهيم وءال عمران على العالمين . ذرية بعضهما من بعض والله سميع عليم ) [ آل عمران: 33ـ 34]. محمد الصفوة من نوح. فالأول من إبراهيم، والسلالة من إسماعيل، والعترة الهادية من محمد. إنه شرف شريفهم، واستحقوا الفضل في قوم هم فينا كالسماء المرفوعة، وكالكعبة المستورة، أو كالقبة المنصوبة، أو كالشمس الضاحية، أو كالقمر الساري، أو كالنجوم الهادية، أو كالشجرة الزيتونية، أضاء زيتها، وبورك زبدها. ومحمد وارث علم آدم، وما فضلت به النبيون، وعليٌّ بن أبي طالب وصيُّ محمد ووارث علمه. أيتها الأمة المتحيَّرة بعد نبيها، أما لو قدمتم من قدم اللَّه، وأخرتم من أخر اللَّه، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم، ومن تحت أقدامكم، ولما عال ولى اللَّه، ولا طاش سهم من فرائض اللَّه، ولا اختلف اثنان في حكم اللَّه، إلا وجدتم علم ذلك عندهم من كتاب اللَّه وسنة نبيه. فأما إذا فعلتم فذوقوا وبال أمركم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون[ الشعراء: 227]. وبلغ عثمان أيضًا أن أبا ذر يقع فيه ويذكر ما غيَّر وبدَّل من سنن رسول اللَّه وسنن أبي بكر وعمر فسيَّره إلى الشام إلى معاوية. وكان يجلس في المسجد فيقول كما كان يقول، ويجتمع إليه الناس حتى كثر من يجتمع إليه ويسمع منه. وكان يقف على باب دمشق إذا صلى صلاة الصبح فيقول: جاءت القطار تحمل النار. لعن اللَّه الآمرين بالمعروف التاركين له، ولعن اللَّه الناهين عن المنكر الآتين له. وكتب معاوية إلى عثمان:إنك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر، فكتب إليه أن احمله على قتب بعير بغير وطاء. أنك تقول سمعت رسول اللَّه يقول: إذا كملت بنو أمية ثلاثين رجلًا اتخذوا بلاد اللَّه دولًا وعباد اللَّه خولًا ودين اللَّه دغلًا فقال: نعم، سمعت رسول اللَّه يقول ذلك. فقال لهم: أسمعتم رسول اللَّه يقول ذلك؟ فبعث إلي عليٍّ بن أبي طالب فأتاه فقال: يا أبا الحسن أسمعت رسول اللَّه يقول ما حكاه أبو ذر؟ وقصَّ عليه الخبر. فقال: نعم. قال: وكيف تشهد؟ قال: يقول رسول اللَّه: (ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر) فلم يقم بالمدينة حتى أرسل إليه عثمان واللَّه لتخرجن عنها. قال: أتخرجني من حرم رسول اللَّه؟ قال: نعم، أنفك راغم. قال: فإلى مكة؟ قال: لا. قال: فإلى البصرة؟ قال: لا. قال: فإلى الكوفة؟ قال: لا. ولكن إلى الربذة التي خرجت منها حتى تموت بها. يا مروان أخرجه ولا تدع أحدًا يكلمه حتى يخرج. فأخرجه على جمل ومعه امرأته وابنته، فخرج وعليٌّ والحسن والحسين وعبد اللَّه بن جعفر وعمار بن ياسر ينظرون. فلما رأى أبو ذر عليًا، قام إليه فقبَّل يده ثم بكى وقال: إني إذا رأيتك ورأيت ولدك ذكرت قول رسول اللَّه فلم أصبر حتى أبكي فذهب عليّ يكلمه. فقال له مروان: إن أمير المؤمنين قد نهى أن يكلمه أحد. فرفع عليّ السوط فضرب وجه ناقة مروان وقال: تنحَّ نحاك اللَّه إلى النار. ثم شيَّعه، فكلمه بكلام يطول شرحه، وتكلم كل رجل من القوم، وانصرفوا، وانصرف مروان إلى عثمان فجرى بينه وبين عليِّ في هذا بعض الوحشة وتلاحيا كلامًا. فلم يزل أبو ذر بالربذة حتى توفي". [ تاريخ اليعقوبي 1/ 174- 175 ] هذا ما ذكره اليعقوبي في تاريخه خاصًَّا بأبي ذر وتسييره إلى الربذة من غير أن يسنده إلى أحد من الرواة كدأب الطبري في رواياته، وقد اتفق الطبري وابن الأثير وابن خلدون على أن عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ أذن لأبي ذر بالخروج إلى الربذة، بناءً على طلبه، لأنه لم يطق الإقامة بالمدينة، لكن عبارة اليعقوبي صريحة في أنه نفاه. وإنا نستبعد أن ينفي عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ أبا ذر، لأن أبا ذر صحابي محترم مشهور بالزهد والصلاح والتشدد في الدين، وله مكانة عالية في نفوس المسلمين، ومما يدل على أن حكاية اليعقوبي مكذوبة ما ذكره من أن عثمان قال لمعاوية: "احمله على قتب بعير بغير وطاء" فقدم إلى المدينة وقد ذهب لحم فخذيه. فعثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ لا يأمر بإرهاق صحابي كبير كأبي ذر كما هو معروف عنه من الحلم والرأفة. فيكون ما ذكره الطبري من أنه ـ رضي اللَّه عنه ـ كتب إلى معاوية ـ وجهَّز أبا ذر وزوده وأرفق به ـ هو الصواب، لأنه يطابق ما جبل عليه عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ من الرفق واحترام كبار الصحابة. وفي طبقات ابن سعد رواية عن عبد اللَّه بن الصامت قال: دخلت مع أبي ذر في رهط من غفار على عثمان بن عفان من الباب الذي لا يُدخل عليه منه وتخوفنا عثمان عليه، فانتهى إليه فسلم عليه، ثم ما بدأه بشيء إلا قال: أحسبتني منهم يا أمير المؤمنين واللَّه ما أنا منهم ولا أدركهم. لو أمرتني أن آخذ بعرقُوَتيْ قَتب لأخذت بهما متى أمرت، ثم استأذنه إلى الربذة فقال: نعم نأذن لك، ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة، فتصيب من رسْلها. فنادى أبو ذر: دونكم معاشر قريش دنياكم فاعذَموها لا حاجة لنا فيها. [ الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 232 ] . ومما يدل على مكانة أبي ذر ما رواه عبد اللَّه بن عمرو قال: سمعت رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر) [رواه أحمد 13/ 270 حديث 6232 ]. وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ: (ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر. من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذر) [معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني 5/ 11 حديث 1459 المطالب العالية 11/ 414 حديث 4176 ، كنز العمال 11/ 668 حديث 33229 ]. [ تاريخ الطبري 3/ 335 – 337 ، الكامل في التاريخ 1/ 493 ، تاريخ الرسل والملوك 2/ 445 – 446 ، نهاية الأرب في فنون الأدب 5/ 304 ]
| |
|
عبدالله جابر
عدد المساهمات : 1735 تاريخ التسجيل : 19/02/2012
| موضوع: رد: مراحل عزل الولاة في عهد عثمان رضي الله عنه الإثنين ديسمبر 03, 2012 7:44 pm | |
| | |
|
الزهراء
عدد المساهمات : 1559 تاريخ التسجيل : 28/01/2012
| موضوع: رد: مراحل عزل الولاة في عهد عثمان رضي الله عنه الإثنين ديسمبر 03, 2012 8:09 pm | |
| | |
|