اليقين والتوكل

اليقين والتوكل

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين . رواه الطبراني والبيهقي

وعن ثور بن يزيد رحمه الله تعالى : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : تعلموا اليقين (1) ، كما تعلموا القرآن ، حتى تعرفوه ، فإني أتعلمه . رواه أبو نعيم

وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يقوم من مجلس إلا دعا بهؤلاء الكلمات لأصحابه : اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات (2) الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا ، وأبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا . رواه البغوي والطبراني والترمذي والنسائي وابن أبي الدنيا
__________
(1) أي اطلبوا علم اليقين وعلم اليقين لا يوجد إلا عند الموقنين العارفين فجالسوهم واسمعوا منهم علم اليقين لأنهم علماؤه
(2) وعند ابن أبي الدنيا : مصائب

________________________________________
وعن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نجا أول هذه الأمة باليقين (1) والزهد ، ويهلك آخر هذه الأمة بالبخل والأمل . رواه ابن أبي الدنيا وأبو القاسم الأصبهاني والديلمي

والبيهقي ولفظه : عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أول صلاح هذه الأمة باليقين والزهد، وأول فسادها بالبخل والأمل .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى دخل بعض حيطان الأنصار ، فجعل يلتقط من التمر ، ويأكل ، فقال لي : يا ابن عمر ، ما لك لا تأكل ؟ قال : قلت : يا رسول الله ، لا أشتهيه . قال : لكني أشتهيه ، وهذه صبح رابعة لم أذق طعاما ، ولم أجده ، ولو شئت لدعوت ربي ، فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر ، فكيف بك يا ابن عمر ، إذا بقيت في قوم يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين ، فوالله ما برحنا ، ولا أرمنا حتى نزلت : { وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم } ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل لم يأمرني بكنز الدنيا ، ولا اتباع الشهوات فمن كنز دنيا يريد بها حياة باقية ، فإن الحياة بيد الله عز وجل ، ألا وإني لا أكنز دينارا ، ولا درهما ، ولا أخبئ رزقا لغد . رواه عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبغوي وأبو الشيخ وابن عساكر
__________
(1) الذي هو من علوم العارفين والذي هو فوق المعرفة ، فعلى قدر قربهم من التقوى أدركوا من اليقين قدرا

________________________________________
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : يا غلام ، احفظ الله : يحفظك ، احفظ الله : تجده تجاهك ـ أو قال أمامك ـ تعرف إلى الله في الرخاء : يعرفك في الشدة ، وإذا سالت ، فاسأل الله ، وإذا استعنت ، فاستعن بالله ، فان العباد لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء ، لم يكتبه الله لك : لم يقدروا على ذلك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يكتبه الله عليك : لم يقدروا على ذلك ، جفت الأقلام ، وطويت الصحف ، فان استطعت أن تعمل لله بالرضا في اليقين ، فافعل ، وان لم تستطع ، فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ، واعلم أن النصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، وان مع العسر يسرا ، ولن يغلب عسر يسرين (1) . رواه رزين كما في جامع الأصول

وروى ابن أبي حاتم أن رجلا مصابا مر به على عبد الله بن مسعود فقرأ في أذنه هذه الآية " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق " حتى ختم السورة ، فبرأ ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بماذا قرأت في أذنه ؟ فاخبره ، فقال له : إنها إذا قرئت في أذنه : أحرقته ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ، لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال .

وعن حنش بن عبيد الله : أن رجلاً مصاباً مر به على ابن مسعود ، فقرا في أذنه " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا اله إلا هو رب العرش الكريم " حتى ختم السورة ، فبرأ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بماذا قرأت في أذنه ؟ فاخبره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده : لو أن رجلاً موقناً قرأها على جبل لزال . رواه ابن أبي حاتم
__________
(1) لان النكرة إذا أعيدت تكون غير الأولى والمعرفة عينها

________________________________________
والبيهقي ولفظه : عن حنش بن عبد الله : أن رجلا مصابا مر به على عبد الله بن مسعود ، فرقاه في أذنه بهذه الآية { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا } حتى ختم ، فبرأ ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بماذا قرأت في أذنه ؟ فأخبره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال .

ورواه أبو عبيد ولفظه : عن حنش الصنعاني ، أن رجلا مصابا مر به على عبد الله بن مسعود ، فقرأ في أذنه " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون " حتى ختم الآية ، فبرأ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماذا قرأت في أذنه ؟ فأخبره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ، لو أن رجلا قرأ بها على جبل لزال (1) . ورواه الخطيب وابن عساكر

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لو أنكم تتوكلون على الله تعالى حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا (2) ، وتروح بطانا (3) . رواه البغوي

وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم ، فقال : نسأل الله العافية واليقين ، فإنه لم تعط أمتي في الدنيا شيئا خيرا من العافية ، ولا في الآخرة شيئا خيرا من اليقين . رواه ابن المقرئ

باب
في الرضا

وعن عتبة بن عبد رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لو أن رجلا جر على وجهه من يوم ولد إلى يوم مات هرما في مرضات الله : لحقره يوم القيامة . رواه تمام
__________
(1) قال الحكيم : وهذا لأن القلب إذا كان له حظ من السلطان والهيبة والجلال نفذ قوله و فعله فمن نور الله قلبه باليقين و فتح على قلبه من جلاله و عظمته و سلطانه هابه كل من رآه
(2) أي فارغة البطون
(3) أي وترجع ممتلئة البطون

________________________________________
وعن المنذر رضي الله عنه : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من قال رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبينا ، فأنا الزعيم له ، فلآخذن بيده ، فلأدخلنه الجنة . رواه ابن عبد البر

وعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال حين يمسي : رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا : كان حقا على الله أن يرضيه . رواه الترمذي

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال : رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا : وجبت له الجنة . رواه أبو داود