بحر الجود وقطب السخاء :
*******************
هو سيدنا عبدالله بن جعفر الطيار ولد بالحبشة وهو أول مولود فى الإسلام يولد فى الحبشة أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجره قائلاً " أما عبدالله فشبيه خلقى وخُلقى اللهم أخلف جعفراً فى أهله وبارك لعبدالله فى صفقة يمينه "
وعندما أستشهد سيدنا جعفر الطيار والد سيدنا عبدالله وحزنت عليه السيدة أسماء وخافت على أبنائها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تخافى عليهم أنا وليهم فى الدنيا والآخرة "
وقد لقب سيدنا عبدالله بن جعفر ببحر الجود وقطب السخاء فكان كريماً جواداً ومما يحكى عنه فى كرمه وجوده :
خرج عبدالله بن جعفر يوماً الى ضيعة له فنزل على حائط به نخيل لقوم وفيه غلام اسود يقوم عليه ، فأتى بقوته ثلاثة اقراص فدخل كلب فدنا من الغلام ، فرمى اليه بقرص فأكله ، ثم رمى اليه بالثاني والثالث فأكلهما ، وعبدالله ينظر اليه .
فقال : يا غلام كم قوتك كل يوم ؟ .
قال : ما رأيت .
قال : فلم آثرت هذا الكلب ؟
.
قال إن أرضنا ما هي بأرض كلاب ، وان هذا الكلب جاء من مسافة بعيدة جائعاً فكرهت أن أردّه .
قال : فما أنت صانع اليوم ؟
قال : أطوي يومي هذا .
فقال عبدالله بن جعفر : ءألام على السخاء وهذا العبد أسخى مني ؟ .
ثم اشترى الحائط وما فيه من النخيل والآلات ، واشترى الغلام ثم أعتقه ووهبه الحائط بما فيه من النخيل.
وقد تزوج سيدنا عبدالله بن جعفر من السيدة زينب رضى الله عنهما ويقال أن الخيرات والبركات قد انهالت عليه عند زواجه بالسيدة زينب فوفد عليه الرزق من المال والولد ، وامتلاك الضياع ، وفاضت أرضه بالثمار والغلات ، ووفد أهل المدينة وأبناء السبيل في حاجاتهم على بابه .
ومما رواه قوله رضى الله عنه : "أردفني رسول الله ذات يوم خلفه فأسر إلي حديثاً لا أحدث به أحداً من الناس" رواه مسلم
وكذلك ما رواه ابن عساكر عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قوله: "يا عبد الله هنيئاً لك مريئاً. خلقت من طيني، وأبوك يطير مع الملائكة في السماء".
وقد أنتقل رضى الله عنه انتقل إلى الرفيق الأعلى في المدينة المنورة سنة ثمانين للهجرة وعمره ثمانون عاماً ووري جسده الشريف البقيع .