سعيدُ من يراك ولو مناما يطيب بمدحه سهر الليالى ..
من قصائد لرجال عارفين صادقين :
صــلاة الله ربـى ذو الجلال * على نور الهدى باهى الجمالِ
وتسليمٌ من المولى القديرِ ** عـلى طـه المكمـل بالكمالِ
سعيدٌ من يراك ولو مناما ** يطيب بمدحه سهر الليالى
تعطف يا حبيبى على عُبَيْدٍ * ولو فى النوم من طيف الخيال
غرستَ الحب غرساً فى فؤادى ** فلا أسلو إلى يوم التنادِ
جرحت القلب بالهجران منى ** فشوقى زائدٌ والحبُ باقى
شفائى شربةً تحيي فؤادى ** بكأس الحب من بحر الودادِ
ولولا الله يحفظُ عارفيهِ ** لهام العارفون فى كل وادى
أكون نزيلكم ويضامُ قلبى ** وحاشا أن يضام لكم نزيلُ
قضيتُ بحبكم أيام عمرى ** وما أدرى فما بقى القليلُ
هجرتُ الخلق طراً فى هواكَ ** وأيتمتُ العيال لكى أراكَ
فلو قطعتنى فى الحب إرباً ** لما حن الفؤادُ إلى سواكَ
إذا كان اتصافى سوى كمالِ * فمالى فى الهنا لسواك مالى
بلغتُ الغاية القصوى انتقاصاً * وأنت بلغت غاياتِ الكمالِ
تعطف يا حبيبى على عُبَيْدٍ * ولو فى النوم من طيف الخيال
سلوت فؤادى المضنى المعنى * فداوى ياطبيباً للمبالى
جنيت جنايةً جهلٍ ولكن * جنيت ثمار أشجارٍ طوالِ
حلالى المدح فيك بنيل شهدٍ * وسكرى فيك من خمرٍ حلالِ
خدمت مديحكم طفلاً وكهلاً * وخدام الكرام كبعض آلِ
دعونى ياعوازل لا تلوموا * عزرتم لو علمتم ما بدا لى
ذكرتُ الحِبَ فانهملت دموعى * تسبحنى كتسبيح اغتسالِ
رشيق القد تشبهه غصونُ * كروض الأنس مع حسن اعتدالِ
زهت من نوره كل الكواكب * وضوء الشمس مع نور الهلالِ
شفاءٌ للعليل الريق منه * رجوت به الشفاء من اعتلالِ
صفا الملحُ الأجاجُ بتفلِ ريقٍ * وفاض الكفُ بالماء الزلالُ
ضنيتُ بحبه فهوايا عزرى * وبعد قبول عزرى لا أبالى
طلبت شفاعةً وطمعت فيها * كضَبٍ والبراقِ وكالغزالِ
رؤوفٌ رحيمٌ مَنْ هامَ فيه * كريمٌ قد حوى كل المعالى
عزيز من يرم منه وصالاً * عليه بالخضوع والامتثالِ
قنعت عن الوصال بمر هجرٍ * وبت الآن ملتمس الوصالِ
نعم إن تقبلونى على عيوبى * أكن رجلاً ومن خير الرجالِ
هل المحسوب يسأل طول عمرٍ * ولم يعطََى الجواب عن السؤالِ
وكم سهرت عيونى فى شتاءٍ * أفكر فى لياليه الطوالِ
يقول أمير مدحك كملونى * إذا كان اتصافى سواك مالىِ
حبيبى جلَّ من سواك خلقاً * ولم يخلق مثيلك فى الرجالِ
وفوق المرسلين رفعت قدراً * وكملك المهيمن بالكمال
كساك الحسن أكمله وخصك * بتاج النور مع حسن الخصال
فما في الملك مثلك من رسول * حويت الفخر والرتب العوالي
وحزت الفضل من دون البرايا * ونلت العز مع كل الآمالِ
وحبك يا حبيبي فرض عينٍ * وقلبي فيك مشغول وبالي
أنا عبد ضعيف من ذنوبي * وجسمي من عظيم الذنب بالي
ولا ادري أعفوٌ أم جزاءٌ * ولا في الحشر أدري كيف حالي
أناالعبد الذليل وأنت جاهي * أنا في العالمين سواك مالي
أنا يا مصطفي كثرت ذنوبي * وأرجو العفو من مولي الموالي
فكن لىَّ شافعاً يا مصطفانا * وعوني في الشدائد والنزال
فما فى الكون مثلك من رسولٍ * حويت الفخر والرتب العوالى
وحبك يا حبيبى فرضُ عينٍ * وقلبى فيك مشغـولٌ وبالـى
إمام المرسلـين ومنتقاهم * سراج العالمين بلا محالِ
هو البدر المنير رفيع جاه * شريف أصله عال وغالى
له وجه منير لو تراه * ترى قمراً منيرا في العلالى
له شعـر يحار العقل فيه * ويختطف الفؤاد بلا اختلالِ
يلوح النور من وضـح الجبين * كحيل الطرف من غـير اكتحالِ
منير الخد ما أبهى ضياه * متوج بالمهابة والجلالِ
بسيم الثغر تفلته شفاءٌ * فصيح النطق عذب في المقالِ
له عنق منير كوكبى * وفوق الفوق يسمو بالجلالِ
وقلب ليس يغفل في منامٍ * وفى التسبيح دوما في اشتغالِ
سلـيم الصـدر مملوء بعلم * وحكمته تعالت عن مثالِ
كريم الكف أجود من سحاب * سريع في العطايا وفى النوالِ
له قدم إلى الطاعات يسـعى * به ويقوم في داجى الليالى
حبيبى جلً من سـواك خلقاّ * ولم يخلق مثيلك فى الرجالِ
صــلاة الله ربـى ذو الجــلال * على نور الهدى باهى الجمالِ
وتسليمٌ من المولى القديرِ *** عـلى طـه المكمـل بالكمالِ