| السيدة زينب (رئيسة الديوان) | |
|
+8فاطمة انور جابر رجاء احمد محمد الإدريسي عمر مجاهد ابراهيم رضوان المتيم العبد الفقير إلى الله 12 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
العبد الفقير إلى الله
عدد المساهمات : 13630 تاريخ التسجيل : 24/05/2011 العمر : 40
| موضوع: السيدة زينب (رئيسة الديوان) الثلاثاء أبريل 03, 2012 2:35 pm | |
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] السيدة زينب (رئيسة الديوان)
ــــ , مولدها الشريف : ولدت سيدتنا الكريمة السيدة زينب فى المدينة المنورة فى السنة الخامسة من الهجرة، لم تكن تسمع أو ترى أو تحس من حولها إلا ما يسكبها جمالاً وكمالاً، ورفعة وسمواً وإنغماساً في الضياء وإتصالاً بالسماء، وأروع ما كانت تسمع في حداثة سنها صوت جدها وهو يمر ساعة السحر ببيت أبيها وأمها فينادى (السلام عليكم ورحمة الله، الصلاة يا أهل البيت، ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً﴾. وفى مولدها الشريف قال مولانا الإمام فخر الدين : تبارك من أفنى الدهور بقـاؤه يقلبنا فـى عـزة سرمديــــة ويمنحنا فضلاً يضيء غيوبنـا فينفحنا من نفحـة زينبيــــة نرتل آيات الثنــــــاء ببابهــــا فيكشف عن بعض الستور الرخية نقلب ما شئنا الوجوه بكرمهـا فنشهد آيات البطون الخفيــــة فأولها لا يبلغ الختم بـــدءه وغاية سؤلى فى بلوغ الرضيــة وآخرها لا يبلغ العلم ســره ولكنها ترعى رعاة الرعيــــة فننهل من نبع الهداية تــارة ونكرع من فيض الهبات العليــة ونشرب مما راق حول مقامها ونسبح فى بحر الصفات السنيــة ونرتع مما رق ستر خـدوره ونمرح فى سوح الرموز النديــة ونقرأ فى طور السنين عجائباً ونرزق من رقم الستور الخفيــة بزينب الكبرى سألتك جـدها دوام حبيات الأمـان لعترتـــى والدها ووالدتها : مولانا الإمام علي بن أبى طالب ، وسيدة النساء الطاهرة البتول بضعة سيدنا رسول الله سيدتنا فاطمة الزهراء . تسميتها : جدها سيدنا رسول الله هو الذي سماها زينب، إختار لها إسماً من أحب الأسماء إليه وأعزها عليه، وهو إسم إبنته زينب التي رزقها أول ما رزق من السيدة خديجة والتى قتلها هبار بن الأسود عندما نخس الجمل التي كانت تركبه نخسة جعلت الجمل يجمح ويشرد ويسقط السيدة عن ظهره وكانت حاملاً فأسقطت حملها، وإحياء لذكرى إبنته الحبيبة سمى سيدنا رسول الله حفيدته بإسمها، وسرت السيدة فاطمة الزهراء بهذا الإسم لأنها هى الأخرى كانت تحب أختها زينب ملء قلبها وكثيراً ما كانت تدللها وتحنو عليها وتغمرها بعطفها. ألقابها : لسيدتنا الكريمة الكثير من الألقاب ولعل من أشهرها لقب (رئيسة الديوان)، حيث كان الوالى ورجاله يعقدون جلساتهم بدارها وتحت رئاستها، وكما كان دارها مأوى لكل ضعيف ومريض ومحتاج فأطلقوا عليها لقب (أم العواجز). حياتها : بقيت سيدتنا زينب الكبرى تعيش في فيض من الأنوار المحمدية، وقد رزقها الله إدراكاً واعياً وفهماً تاماً لكل ما كان يدور حولها فأكتسبت كثيراً من الحقائق الإيمانية ، فلما لقي سيدنا رسول الله ربه أوت سيدتنا زينب الكبرى إلي أحضان أمها وكانت تقتدى بها فى كل شيئ فكانت تصلى بصلاتها وتتهجد بتهجدها وتناجى الله بمثل مناجاتها. وعندما شارفت سيدتنا فاطمة الزهراء لملاقاة ربها، وكان ذلك بعد وفاة أبيها بستة أشهر، أوصت سيدتنا زينب بأن تفطن إلى ما هي مقبلة عليه من أمور عظام، فستكون بعد اليوم بمثابة الأم لأخويها الإمام الحسن والإمام الحسين ولأختها الصغرى سيدتنا أم كلثوم والتي سميت هى الأخرى زينب ولقبت بأم كلثوم فكانت بذلك تحمل إسم خالتيها زينب وأم كلثوم أجمعين. ومضى البيت العلوى علي هذه الحالة، وكان الجو العلمى هو الجو السائد بين أفراد تلك الأسرة الكريمة، وكيف لا وأبوها هو باب مدينة العلم مولانا الإمام علي بن أبي طالب ، ولهذا تزودت سيدتنا الكريمة السيدة زينب بقدر كبير من العلم الذى زانها ورفع قدرها وجعها بحق درة بنى هاشم. علمها : إغترفت سيدتنا زينب من بحار علم أبيها التى كانت فيضاَ من بحار جدها ، فبذلك كانت عميقة الفهم في كلام الله وكلام سيدنا رسول الله وكلام العرب، وكانت تشارك أخويها الإمام الحسن والإمام الحسين في البحوث العلمية العميقة التي كانت تجرى بينهما فى بيان معانى أحاديث سيدنا رسول الله . ومن أمثلة ذلك شرحها الواضح لقول سيدنا رسول الله : (الحلال بيّن والحرام بيّن) فقد أخرج إبن حميد فى مسنده واليافعى في مرآته قالا "جلس الحسن والحسين إبنا الإمام علي يتذاكران يوماً ما سمعاه من جدهما (الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور متشبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن إتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع فى الشبهات وقع في الحرام، كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يرتفع فيه، ألا وإن حمي الله محارمه، ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهى القلب) فقالت سيدتنا زينب : "إسمعا يا حسن ويا حسين، إن جدكما رسول الله مؤدب بأدب الإله، فإن الله أدبه فأحسن تأديبه، فقد قال : (أدبني ربى فأحسن تأديبى) كما هُييء كذلك من رب العالمين لحمل رسالة الدين، والدعوة إلى عبادة الله العظيم الذى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ومن كجدى النبى العربى الهاشمى القرشى الذى إصطفاه الله تعالى وإختاره ليبين للناس طريق الحياة من خير وشر؟". ثم قالت "الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما متشبهات، فهناك ثلاث درجات فى الدين: حلال، وحرام، ومشتبه. أما الحلال فهو ما أحله الله تعالي بأن جاء القرآن الكريم بحله، وبيّنه الرسول في سنته، كحل الشراء والبيع وكإقامة الصلاة فى أوقاتها والزكاة وصوم رمضان، وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلاً وترك الكذب والنفاق والخيانة. وأما الحرام فهو ما حرمه القرآن وهو علي النقيض من الحلال. وأما المشتبه فهو الشيء الذي ليس بالحلال ولا بالحرام. والمؤمن الذي يريد لنفسه السعادة فى الدنيا، والنعيم فى الآخرة ما عليه إلا أن يؤدى ما أوجب الله تعالى عليه، ويسير فى طريق القرآن الحكيم، ويقتدى بجدى النبى ويتأسى به ويبتعد عن طريق الشبهات ما إستطاع، فمن إتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه، وأصبح دينه صحيحاً وعرضه نقياً". وقد كان هناك عديد من المؤمنين والمؤمنات يحفظون عنها ويروون للأمة ما كانت تتحدث به، ومن هؤلاء عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر وفاطمة بنت الإمام الحسين أجمعين، وغيرهم ممن فازوا بصحبتها وإنتفعوا بالغزير من علمها . وإدراكها الصحيح لحقائق الإيمان بالله ورسوله كان يتجلى فيما كانت تنظم أحياناً من اشعار حكيمة تجرى على لسانها، فمن ذلك قولها : وكم لله من لطف خفــى يدق خفاه عن فهم الذكى وكم يسر أتي من بعد عسر ففرج كربة القلب الشجى وكم أمر تساء به صباحـاً وتأتيك المسرة بالعشى إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العلى توسل بالنبى فكل خطــب يهون إذا تُوسل بالنبى ولا تجزع إذا ما ناب خطب فكم لله من لطف خفى ومما يذكر أن سيدنا الإمام علي زين العابدين كان يقول لها "يا عمتاه، أنت بحمد الله عالمة غير مُعَلَمَة، وفاهمة غير مُفَهَمَة" ومعنى ذلك أنها لعظم تقواها وحسن صلتها بربها كان الله يفيض عليها، وهو تعالى يقول فى محكم آياته ﴿وإتقـوا الله ويعلمكـم الله والله بكـل شـيء عليم﴾ البقرة 2: 282. حسن مناجاتها لله : تعلمت سيدتنا زينب حسن المناجاة لمولاها من أبيها وأمها، فقد كانا يحسنان مناجاة الله ، فقد علمهما سيدنا لرسول الله ذلك، وكان لا يسمح لهما أن يفترا عن عبادة الله في جنح الليل. فقد دخل سيدنا رسول الله عليهما فوجدهما نائمين فإشتد عليهما وقال (ألا تقومان؟ ألا تصليان؟) فقال الإمام على : يا رسول الله، إن أنفسنا بيد الله. وكأن سيدنا رسول الله لم يرقه هذا الجواب فانصرف وهو يضرب بيديه علي فخذيه ويقول (وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً) فلم يكونا بعدها ينامان من الليل إلا قليلاً. ورأتهما سيدتنا زينب وهى صغيرة فكانت تحاكيهما، وتستمع إليهما، وبذلك تعودت القيام في تلك الساعة التى هى أحب الساعات إلى الله ، فكانت تنهض من فراشها حين تنام العيون، وتغمض الجفون ويسود الصمت والسكون، فى تلك الساعة يهجر أولو الألباب فرشهم، وأولو الألباب وصفهم الله في كتابه بانهم ﴿الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض﴾ آل عمران 3: 191. فكانت سيدتنا زينب من خيرة القائمين لله، وفى طليعة الراكعين والساجدين، وقد تذكرت قول جدها (أتانى جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه، وإعمل ما شئت فإنك مجزى به، وإعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وأن عز المؤمن إستغناؤه عن الناس). فكانت بذلك كله من المتقين الذين يقول الله عنهم ﴿كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون﴾ الذاريات 51: 17. من صيغ مناجاتها : يا من لبس العز وتردى به، سبحان من تعطف بالمجد وتكرم، سبحان من لا ينبغى التسبيح إلا له ، سبحان من أحصى كل شيء عدداً بعلمه وخلقه وقدرته، سبحان ذى العزة والنعم، سبحان ذى المقدرة والكرم، اللهم إنى أسألك بمقاعد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وبإسمك العظيم وجدك الأعلى، وكلماتك التامات التى تمت صدقاً وعدلاً، أن تصلى على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين، وأن تجمع لى خيرى الدنيا والآخرة، اللهم أنت الحى القيوم، أنت هديتنى وأنت تطعمنى وتسقينى، وأنت تميتنى وتحيينى، فارحمنى يا أرحم الراحمين. ومن مناجاتها أيضاً: يا عماد من لا عماد له، ويا ذخر من لا ذخر له، ويا سند من لا سند له، ويا حرز الضعفاء، ويا كنز الفقراء، ويا سميع الرجاء، ويا منجى الغرقى، ويا منقذ الهلكى، ويا محسن يا مجمل، يا منعم يا متفضل، أنت الذى سجد له سواد الليل وضوء النهار وشعاع الشمس وحفيف الشجر ودوى الماء. يا الله الذى لم يكن قبله قبل، ولا بعده بعد، ولا نهاية له ولا حد، ولا كفؤ ولا ند، وبحرمة إسمك الذى فى الآدميين معناه، المرتدى بالكبرياء والنور والعظمة، محقق الحقائق ومبطل الشرك والبوائق، وبالإسم الذى تدوم به الحياة الدائمة الأزلية التى لا موت معها ولا فناء، وبالروح المقدسة، وبالسمع الحاضر والبصر النافذ وتاج الوقار، وخاتم النبوة وتوثيق العهد بالله لا شريك له. زواجها : عندما بلغت السيدة الطاهرة سن الزواج تقدم عبد الله بن جعفر بن أبى طالب يخطبها إليه، فرحب به الإمام ترحيباً حاراً، لأنه كان يحبه نظراً لأنه إبن أخيه جعفر أحب إخوته إليه وأعزهم عليه. ومما يذكر عن سيدنا جعفر أنه كان خطيب المهاجرين بالحبشة وقد شرح الإسلام شرحاً وافياً للنجاشى وقرأ عليه القرآن قراءة إجتذبته للإيمان فأفسد على الكفار من قريش خطتهم، حين أرادوا حمل النجاشى على طرد المهاجرين، فقد أقبل النجاشى عليهم وأكرم مثواهم وأحسن وفادتهم، وما لبث سيدنا جعفر بعد عودته من الحبشة إلا أن لبى نداء الجهاد وخرج إلى مؤتة لمحاربة جيوش الروم بقيادة زيد بن حارثة ، فلما فاز سيدنا زيد بالشهادة أخذ سيدنا جعفر الراية حتى جاء أحد جنود الروم فضرب بالسيف يده اليمني فقطعت، فتسلم الراية بيده اليسرى فقطعت أيضاً فإحتضن الراية بعضده حتى أخذهـا سيدنا عبد الله بن رواحـة ، وقـد قـال سيدنا رسول الله (إن الله تعالى قد عوض جعفراً عن يديه جناحين كأجنحة الملائكة) ولذلك لقب بجعفر الطيار وبذى الجناحين. والمعروف أن سيدنا عبد الله بن جعفر أول مولود للمهاجرين في بلاد الحبشة وقد كان رمزاً للسخاء والكرم، وكان زواجه بسيدتنا الطاهرة السيدة زينب زواجاً سعيداً موفقاً تأسست به أسرة من خير الأسر الإسلامية، فهى هاشمية وهو أيضاً من بنى هاشم. أولادها : أثمر هذا الزواج الطيب عن ثلاثة بنين وهم محمد وعون وعلى، وبنتان وهما أم كلثوم وأم عبد الله جميعاً. صدقها وصبرها وشجاعتها : مرت بسيدتنا الطاهرة العديد من الأحداث الجسام تجلي فيها صبرها علي البلاء ورضاها بالقضاء وإذعانها لحكم قيوم الأرض والسماء، فقد ذاقت الحزن الشديد عندما إنتقل سيدنا رسول الله إلى الرفيق الأعلى وما لبثت أن داهمتها أحزان ثقيلة لا يقوى على إحتمالها إلا أمثالها فقد توفيت والدتها سيدنا فاطمة الزهراء ، وبكت عليها كثيراً ثم أوت إلى ربها وإعتصمت بإيمانها وسألته سبحانه وتعالى أن يفرغ عليها صبراً من لدنه، وكان لابد لها أن تصبر وأن تذكر قول جدها (إن الله يجرب عباده بالبلاء كما يجرب أحدكم ذهبه علي النار، فمنهم من يخرج كالذهب الإبريز، وذلك الذى حماه الله من الشبهات، ومنهم من يخرج كالذهب الأسود، وذلك الذى فتن) وأخذت تلتمس لنفسها السلوان بقراءة كتاب الله وفهمه وتعلم العلم من أبيها وذلك حتى جاء ذلك اليوم الحزين الذى طعن فيه عبد الرحمن بن ملجم أبيها الإمام على ولقى ربه الكريم، وتلقت سيدتنا الكريمة الصدمة وفوضت أمرها إلى ربها صابرة على قضائه راضية بحكمه، ومرت الأيام وجاءت الأقدار إلى سيدتنا الكريمة بفجيعة وفاة أخيها الإمام الحسن السبط ، حيث كان له عندها المكانة العالية والمنزلة الرفيعة فقد كان طول حياته كثير العطف عليها والحب لها، ولكن ماذا تصنع وهذا قضاء الله، وفى النهاية رأت إستشهاد أخيها مولانا الإمام الحسين الذى كان أحب إليها من نفسها. وأما شجاعتها فلم تكن صفة مستغربة فيها، فهى من بنى هاشم الذين عرفوا بالشجاعة النادرة التي ورثوها كابراً عن كابر، فلما إحتدمت المعركة فى كربلاء وقفت سيدتنا الكريمة تبرهن على إنها لا تخشى بأساً غير بأس الله ولا تهاب سلطاناً غير سلطان الله، فقد وقفت والسيوف مصلتة والرماح مشرعة والسهام تتساقط كالمطر، فلم تبال بشيء من ذلك وأخذت توجه ندائها إلى جند أخيها الإمام الحسين وتقول لهم "أيها الطيبون، دافعوا عن بنات رسول الله، دافعوا عن حرائر أمير المؤمنين". ولما إنتهت المعركة بما إنتهت إليه، وبعد إستشهاد مولانا الحسين مرت سيدتنا الطاهرة بمولانا الإمام الحسين ووجدته صريعاُ صاحت قائلة "يا محمداه، هذا حسين بالعراء مزمل بالدماء مقطع الأعضاء، يا محمداه، بناتك سبايا وذريتك مقتلة" فأبكت بمقولتها كل عدو وصديق. وعندما نقلت السيدة الطاهرة ومن كانوا معها إلى ابن زياد وأراد أن يقتل مولانا الإمام على زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين صاحت السيدة زينب فى وجه ابن زياد قائلة "حسبك يا ابن زياد من دمائنا أسألك بالله إن قتلته إلا قتلتنى معه" فتركه. ولما وصلت سيدتنا الكريمة والعترة الطاهرة إلى بيت يزيد بن معاوية نظر فاجر من أهل الشام إلى سيدتنا فاطمة بنت مولانا الحسين وقال ليزيد: أعطنى هذه تخدمنى. فتشبثت سيدتنا فاطمة بعمتها وأوت إلى حصنها الحصين، فنظرت سيدتنا زينب إلي الرجل شذراً وهى تقول "أبنات رسول الله يا فجرة تؤخذ سبايا عندكم؟ هذا ما لا يكون أبداً" فقال يزيد: لو شئت لفعلت. فأسمعته كلاماً جريئاً تجلت فيه فصاحتها وشجاعتها معاً، فلم يكن من يزيد إلا أن إنتهر الرجل وزجره زجراً شديداً. ولما سمعت سيدتنا الكريمة يزيد ينشد اشعاراً قيلت يوم أُحُد للشماتة بسيدنا حمزة وبشهداء أُحُد ، نظرت إلى يزيد نظرة حادة فيها معنى الشماتة به، إذ قد خرج بهذا على دينه، ثم قالت "صدق الله يا يزيد ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ﴾" الروم 30: 10، فإستحيا يزيد مما سمع وأمر بإرسالهم إلى المدينة. وكان من نظمها فى ذلك الموقف ما ورد فى الطبقات للشعرانى أنها قالت: ماذا تقولون إن قال النبى لكم ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمـم بعترتى وبأهلى بعـد فرقتكم منهم أسارى ومنهم خضبوا بدم ما كان هذا جزائى إذ نصحت لكم أن تخلفونى بسوء فى ذوى رحمى وكانت تنادي بالحب حتى لا تحترق القلوب بالحسد والبغضاء، وكانت تردد قول جدها (إياكم والحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين) والحالقة هى الحسد والحقد والبغضاء والشحناء. وكانت تؤكد لأهل مجلسها أن ورد الطاعات لا يسقى إلا بدموع الندم والتوبة، وكانت تبث فى بنات جنسها أن آثام اليوم هى عقارب الغد وأن سكرة الدنيا هى لهيب العطش فى صحراء القيامة، وكانت تعلمهم الحرص على فريضة الصلاة وتقول لهم "إن الذين يؤدون فريضة الصلاة يكونون فى حضرة الله يؤمهم جدى المصطفى فيرى الله بعينى رأسه فى كل صلاة، ولذلك قال (وجعلت قرة عينى فى الصلاة) وكذلك المصلون يرون ربهم بعين قلوبهم وإن لم يشعروا بذلك رحمة بهم". كانت النقود من الذهب والفضة توضع تحت أقدامها وبين يديها فلا ينفض مجلسها حتى تكون قد أنفقتها على مستحقيها من الفقراء، بل كانت ترى للفقراء فضلاً عليها، فإذا قدموا عندها يطلبون المعونات هشت في وجوههم قائلة "مرحباً بمن بحملون زادى إلى الآخرة بغير أجرة". وقد وافق دخول السيدة الطاهرة مصر بزوغ هلال شعبان سنة إحدى وستين هجرية بعد إنتقال مولانا الإمام الحسين بأكثر من ستة أشهر. وفاتها : توفيت سيدتنا الكريمة عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً من رجب سنة إثنتين وستين من الهجرة، ودفنت بمخدعها من الدار بوصيتها، وهو المكان المقام عليه ضريحها الشريف الآن. قال عنها أحد الصالحين: سألتك زينب بنت الإمام بطه المصطفى بدر التمام رسول الله مصباح الظلام علىّ تكرمى بنت الكرام فشأنكم التكرم والعطايا رضى الله عن سيدتنا الكريمة الطاهرة عقيلة بنى هاشم سيدتنا زينب وأرضانا بها وجعلنا فى رحابها دنيا وأخرى.
عدل سابقا من قبل محمد جابر في الخميس فبراير 28, 2013 9:07 am عدل 1 مرات | |
|
| |
المتيم
عدد المساهمات : 643 تاريخ التسجيل : 21/02/2012 العمر : 47
| موضوع: رد: السيدة زينب (رئيسة الديوان) الثلاثاء أبريل 03, 2012 2:52 pm | |
| | |
|
| |
ابراهيم رضوان
عدد المساهمات : 841 تاريخ التسجيل : 27/02/2012 العمر : 32
| |
| |
عمر مجاهد
عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 19/04/2012 العمر : 49
| موضوع: رد: السيدة زينب (رئيسة الديوان) السبت أبريل 28, 2012 12:20 am | |
| مدد يامشيرة وصى علينا جدك ياحبيبتهم ياطبيبتهم يارئيستهم يامحكمة عليا | |
|
| |
الإدريسي
عدد المساهمات : 450 تاريخ التسجيل : 17/04/2012 العمر : 74
| موضوع: رد: السيدة زينب (رئيسة الديوان) السبت أبريل 28, 2012 8:19 am | |
| | |
|
| |
رجاء احمد محمد
عدد المساهمات : 1066 تاريخ التسجيل : 19/02/2012
| موضوع: رد: السيدة زينب (رئيسة الديوان) الخميس مايو 10, 2012 4:32 pm | |
| | |
|
| |
انور جابر
عدد المساهمات : 161 تاريخ التسجيل : 29/10/2012 العمر : 53
| موضوع: رد: السيدة زينب (رئيسة الديوان) الأربعاء أكتوبر 31, 2012 9:22 am | |
| | |
|
| |
فاطمة
عدد المساهمات : 1063 تاريخ التسجيل : 22/04/2012 العمر : 43
| موضوع: رد: السيدة زينب (رئيسة الديوان) الجمعة نوفمبر 02, 2012 9:09 pm | |
| | |
|
| |
ابراهيم رضوان
عدد المساهمات : 841 تاريخ التسجيل : 27/02/2012 العمر : 32
| موضوع: رد: السيدة زينب (رئيسة الديوان) الجمعة نوفمبر 02, 2012 10:36 pm | |
| | |
|
| |
العبد الفقير إلى الله
عدد المساهمات : 13630 تاريخ التسجيل : 24/05/2011 العمر : 40
| موضوع: رد: السيدة زينب (رئيسة الديوان) الإثنين نوفمبر 12, 2012 1:41 pm | |
| وكم لله من لطف خفــى يدق خفاه عن فهم الذكى وكم يسر أتي من بعد عسر ففرج كربة القلب الشجى وكم أمر تساء به صباحـاً وتأتيك المسرة بالعشى إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العلى توسل بالنبى فكل خطــب يهون إذا تُوسل بالنبى ولا تجزع إذا ما ناب خطب فكم لله من لطف خفى | |
|
| |
اسد الله سيدى حمزة
عدد المساهمات : 704 تاريخ التسجيل : 18/04/2012 العمر : 40
| موضوع: رد: السيدة زينب (رئيسة الديوان) الأربعاء نوفمبر 14, 2012 11:59 am | |
| | |
|
| |
جابر على خليفه
عدد المساهمات : 459 تاريخ التسجيل : 22/11/2013 العمر : 71
| موضوع: رد: السيدة زينب (رئيسة الديوان) الخميس مارس 31, 2016 7:24 pm | |
| | |
|
| |
بلال
عدد المساهمات : 238 تاريخ التسجيل : 16/02/2013 العمر : 40
| موضوع: رد: السيدة زينب (رئيسة الديوان) السبت يونيو 18, 2016 11:50 am | |
| | |
|
| |
البدوى
عدد المساهمات : 299 تاريخ التسجيل : 21/05/2013 العمر : 67
| موضوع: رد: السيدة زينب (رئيسة الديوان) السبت يونيو 25, 2016 12:30 pm | |
| بارك الله فيك اخي الافضل و سلمت اناملك | |
|
| |
| السيدة زينب (رئيسة الديوان) | |
|