العبد الفقير إلى الله
عدد المساهمات : 13630 تاريخ التسجيل : 24/05/2011 العمر : 40
| موضوع: شخصية عبدالله بن جعفر الأحد يوليو 22, 2012 2:08 pm | |
|
شخصية عبدالله بن جعفر هو أكبر أولاد أبيه ، وقد ولد في الحبشة عندما هاجر اليها والداه ، وهو أول مولود ولد في الاسلام بأرض الحبشة ، وبعد شهادة أبيه في مؤتة أخذه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجره قائلاً : � أما عبدالله فشبيه خلقي وخُلقي ، اللهم اخلف جعفراً في أهله ، وبارك لعبدالله في صفقة يمينه � . وخاطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أسماء زوجة جعفر والتي كانت متأثرة ليتم ابنائها قائلاً : � لا تخافي عليهم أنا وليهم في الدينا والآخرة �. وطبيعي أن يرعاه عمه علي بعد شهادة أبيه . وصحب عبدالله بن جعفر النبي ، وحفظ الحديث عنه ، ولازم عمه أمير المؤمنين ، وابني عمّه الحسن والحسين ، وأخذ العلم عنهم . قال عبدالعزيز سيد الأهل : راى النبي وكانت له به صحبة وكرمه رسول الله فأردفه يوماً في ركوبه ثم شرّفه فاسرّ اليه حديثاً حين أركبه فاردفه . وكان أغنى بني هاشم وايسرهم ، وكانت له ضياع كثيرة ، ومتاجر واسعة وكان أسخى رجل في الإسلام ، وله حكايات في الجود كثيرة وعجيبة. وجاء في كتاب ( الاستيعاب ) : أن عبدالله بن جعفر كان كريماً جواداً ظريفاً خليقاً عفيفاً سخياً ، يسمى بحر الجود . وذكر ابن عساكر قال : روى الحافظ : أن معاوية كان يقول : بنو هاشم رجلان رسول الله لكل خير ذكر ، وعبدالله بن جعفر لكل شرف ، والله لكأن المجد نازل منزلاً لا يبلغه أحد وعبدالله بن جعفر نازل وسطه. ومن جود ابن جعفر وكرمه ، ما ذكره ابن عساكر في ( تاريخه ) قال : جاء شاعر الى عبدالله بن جعفر فأنشده :
رأيت أبا جعفر في المنام
| *
| كساني من الخزّ دراعة
| نقلت الى صاحبي أمرها
| *
| فقال ستئوتى بها الساعة
| سيكسوكها الماجد الجعفري
| *
| ومن كفه الدهر نفاعة
| ومن قال للجود لا تعدني
| *
| فقال : لك السمع والطاعة
|
فقال عبدالله لغلامه : ادفع اليه جبتي الخزّ . ثم قال له : ويحك كيف لم تر جبّتي الوشي التي اشتريتها بثلاثمائة دينار منسوجة بالذهب . فقال : اغفي غفية اخرى فلعلي أراها في المنام . فضحك منه عبدالله وقال لغلامه : ادفع اليه جبتي الوشي أيضاً. وقال ابن حيان : كان يقال لعبدالله بن جعفر قطب السخاء ، وكان له عند موت النبي عشر سنين. وقال ابن حجر في ( الأصابة ) : أخرج ابن أبي الدنيا والخرائطي بسند حسن إلى محمد بن سيرين : ان دهقاناً من أهل السواد كلم ابن جعفر في أن يكلم علياً في حاجة ، فكلمه فيها ، فقضاها فبعث اليه الدهقان أربعين ألفاً ، فردها وقال : إنا لا نبيع معروفاً. ومضى اليه رجل يدعي أنه ابن سبيل ، قد راهن الناس على ان عبدالله أجود الناس ، فقالوا : أرنا . فجاء اليه وعبدالله على راحلته يريد ضيعة له ، فقال الرجل : يا ابن عم رسول الله . قال : قل ما تشاء . قال : انا ابن سبيل قد انقطع بي . فأخرج عبدالله رجله من ركابه ونزل عن راحلته ، وقال له : ضع رجلك ، واستو على الناقة ، وخذ ما في الحقيبة ، وايّاك أن تخدع عن السيف فانه من سيوف علي بن أبي طالب . ثم ترك الرجل ورجع . أما الرجل فقد وضع رجله في الركاب واستوى على الناقة ومدّ يده الى الحقيبة فوجدها ممتلئة بمطارف الخزّ ، وبها اربعة آلاف دينار ، وكان سيف علي أنفس من المطارف وأجل من الدنانير. وخرج عبدالله بن جعفر يوماً الى ضيعة له فنزل على حائط به نخيل لقوم وفيه غلام اسود يقوم عليه ، فأتى بقوته ثلاثة اقراص فدخل كلب فدنا من الغلام ، فرمى اليه بقرص فأكله ، ثم رمى اليه بالثاني والثالث فأكلهما ، وعبدالله ينظر اليه . فقال : يا غلام كم قوتك كل يوم ؟ . قال : ما رأيت . قال : فلم آثرت هذا الكلب ؟ �. قال إن أرضنا ما هي بأرض كلاب ، وان هذا الكلب جاء من مسافة بعيدة جائعاً فكرهت أن أردّه . قال : فما أنت صانع اليوم ؟ . قال : أطوي يومي هذا . فقال عبدالله بن جعفر : ءألام على السخاء وهذا العبد أسخى مني ؟ . ثم اشترى الحائط وما فيه من النخيل والآلات ، واشترى الغلام ثم أعتقه ووهبه الحائط بما فيه من النخيل. ويشير السيد بحر العلوم الى أن الخيرات والبركات قد انهالت على عبدالله بن جعفر عند زواجه بالسيدة زينب ( عليها السلام ) فيقول : وزحفت البركة على ابن جعفر مع زينب فوفد عليه الرزق من المال والولد ، وامتلاك الضياع ، وفاضت أرضه بالثمار والغلات ، ووفد أهل المدينة وأبناء السبيل في حاجاتهم على بابه : باب زينب بنت الزهراء. وكان عبدالله بن جعفر منقطعاً الى عمه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ثم الى الحسنين ( عليهما السلام ) وله في الجمل وصفين والنهروان ذكر مشهور . واشار ابن عبد ربه الأندلسي الى أن عبدالله بن جعفر كان كاتباً لعمه الإمام علي فترة خلافته. ويقول السيد الخوئي ( قده ) عن شخصية عبدالله بن جعفر : جلالة عبدالله بن جعفر الطيار بن أبي طالب بمرتبة لا حاجة معها الى الأطراء . ومما يدل على جلالته أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان يتحفظ عليه من القتل كما كان يتحفظ على الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ومحمد بن الحنفية. أما عدم خروجه مع الحسين ( عليه السلام ) الى كربلاء فقد قيل : انه كان مكفوف البصر ، ولما نعي اليه الحسين ، وبلغه قتل ولديه عون ومحمد كان جالساً في بيته ، ودخل عليه الناس يعزونه فقال غلامه أبو اللسلاس : هذا ما لقينا من الحسين . فحذفه عبدالله بنعله ، وقال له : يابن اللخناء أللحسين تقول هذا والله لو شهدته لما فارقته حتى أقتل معه ، والله انهما لمّما يسخى بالنفس عنهما : ويهون عليّ المصاب بهما انهما أصيبا مع أخي وابن عمي مواسيين له صابرين معه . ثم انه أقبل على الجلساء فقال : الحمد لله اعزز عليّ بمصرع الحسين إن لم أكن واسيت الحسين بيدي فقد واسيته بولدي. بقي أن نشير الى عبدالله بن جعفر قد تزوج في حياة السيدة زينب بنساء أخريات منهن : الخوصاء بنت حفصة بن ثقيف بن ربيعة من بني بكر بن وائل ، ومنها ولده محمد الشهيد في كربلاء ، وكذلك أخوه عبيدالله الذي ذكرت بعض المصادر أنه الشهيد الثالث من أولاد عبدالله بن جعفر في كربلاء. تلك هي بعض الملامح والمعالم من حياة عبدالله بن جعفر قرين السيدة زينب وشريك حياتها . وقد توفي سنة (80 هـ ) أو أربع أو خمس وثمانين ، في خلافة عبد الملك بن مروان ، وصلى عليه السجاد أو الباقر ( عليهما السلام ) وأمير المدينة يومئذٍ أبان بن عثمان بن عفان ، والذي أبّنه بقوله : كنت والله خيراً لا شرّ فيك ، وكنت والله شريفاً واصلاً براً.
| |
|
العبد الفقير إلى الله
عدد المساهمات : 13630 تاريخ التسجيل : 24/05/2011 العمر : 40
| موضوع: رد: شخصية عبدالله بن جعفر الأحد يوليو 22, 2012 2:12 pm | |
| | |
|
احمد جعفر النجار
عدد المساهمات : 6089 تاريخ التسجيل : 17/02/2012 العمر : 38
| موضوع: رد: شخصية عبدالله بن جعفر الأحد يوليو 22, 2012 3:48 pm | |
| سلمت الايادي جزاكم الله خير الجزاء على المشاركة المفيدة وألبسكم لباس التقوى والغفران وجعله في ميزان حسناتكم بارك الله فيكم وأدام الله عطاؤكم ومع ودي
| |
|
احمد جعفر النجار
عدد المساهمات : 6089 تاريخ التسجيل : 17/02/2012 العمر : 38
| موضوع: رد: شخصية عبدالله بن جعفر الأحد يوليو 22, 2012 3:48 pm | |
| سلمت الايادي جزاكم الله خير الجزاء على المشاركة المفيدة وألبسكم لباس التقوى والغفران وجعله في ميزان حسناتكم بارك الله فيكم وأدام الله عطاؤكم ومع ودي
| |
|