من هم آل النبي محمد صلى الله عليه وسلم / د : سليمان السحيمي

قال د.سليمان السحيمي :

اختلف العلماء في تحديد آل النبي صلى الله عليه وسلم علي أربعة أقوال :
القول الأول : أن آل النبي صلى الله عليه وسلم : هم الذين حرمت عليهم الصدقة .
وقد نص على ذلك أبو حنيفة [ انظر المفردات في غريب القرآن 29 ] والشافعي [ انظر شرح فتح القدير لابن الهمام 2/ 274 ، وعمدة القاري للعيني 7/ 339 ] وأحمد[ القول البين في الصلاة علي الحبيب للسخاوي 81 ، والمجموع للنووي 3/466 ، وفتح الباري 11/ 160 ] ، وبعض المالكية [ مجموع الفتاوى لابن تيمية 22/ 460 ، وجلاء الأفهام لابن القيم 109 ] .
القول الثاني : أن آل النبي صلى الله عليه وسلم هم ذريته وأزواجه خاصة حكاه ابن عبد البر في التمهيد [ المنتقى شرح موطأ الإمام مالك للباجي (2/153) وقد أختاره ابن القاسم وأشهب وأصبغ من المالكية ] ، وبه قال ابن العربي [ التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد 17/302 ـ 303 ] ، وعند الإمام أحمد روايتان ، والصحيح دخول زوجاته في أهل بيته [ أحكام القرآن 3/623 ] ، واختارها شيخ الإسلام ابن تيمية [ الإنصاف للمرداوي 2/79 ] .
القول الثالث : أن آله صلى الله عليه وسلم أتباعه إلى يوم القيامة روى ذلك البيهقي [ الأختيارات 55 ، ومجموع الفتاوى 22/461 ] عن جابر بن عبد الله كما روي عن سفيان الثوري [ انظر السنن الكبرى للبيهقي 2/151 ـ152 ، وانظر جلاء الأفهام 110 ] .
وبه قال الشافعية وأختاره الأزهرى ، ونص عليه السفارينى في لوامع الأنوار[ انظر المجموع للنووي 7/466 ] ، ورجحه النووي كما في شرح صحيح مسلم [ شرح صحيح مسلم 4/368 ] ، والمرداوي في الأنصاف [ لوامع الأنوار 1/50 ] وقال : هو علي الصحيح من المذهب وأختاره القاضي وغيره من الأصحاب .
القول الرابع : أن آله صلى الله عليه وسلم هم الأتقياء من أمته حكاه القاضي حسين [ انظر الانصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد 2/79 ] والراغب وغيرهم[ انظر المفردات 30 ] .
أدلة القول الأول :
1- ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالنخل عند صرامه فيجيء هذا بتمره وهذا بتمره حتى يصير عنده كوم من تمر فجعل الحسن والحسين يلعبان بذلك التمر ، فأخذ أحدهما تمرة فجعلها في فيه ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجها من فيه فقال : أعلمت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة ) [ انظر المجموع للنووي (7/466) وجلاء الأفهام (110) وفتح الباري (11/ 160) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (22/461 ـ462) وهذا روي عن مالك إن صح وقاله طائفة من أصحاب أحمد وغيرهم أ هـ ].
وفي روايه عند مسلم من حديث شعبه عن محمد بن زياد أنه سمع أبا هريرة يقول : أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كخ كخ إرم بها أما علمت أنا لا تحل لنا الصدقة [ صحيح البخاري مع الفتح كتاب الزكاة باب أخذ صدقة التمر 3/ 350 ـ351 ، حديث 1485- صحيح مسلم بشرح النووي كتاب الزكاة باب تحريم الزكاة على النبي صلي الله عليه وسلم وعلى آله 7 ـ181حديث 1069 ] .
2- ما رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال : ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً خطيباً فينا بماء يدعى خماًَ بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي عز وجل و إنى تارك فيكم ثقلين أو لهما كتاب الله عز وجل فيه هدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث علي كتاب الله ورغب فيه وقال : أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكر الله في أهل بيتي . فقال حصين: ومن أهل بيته يـا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال: نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم : هم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر، وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم [ صحيح مسلم بشرح النووي ك فضائل الصحابة باب فضائل علي رضي الله عنه 15/188 حديث 2408 ] . إلى غير دلك من الأدلة .
أدلـة القـول الثـاني :
وهو أن آله صلى الله عليه وسلم ذريته وأزواجه :
1- ما جاء في الصحيحين من حديث حميد الساعدي : أنهم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نصلي عليك ؟ فقال : ( قولوا اللهم صل علي محمد وأزواجه وذريته ، كما صليت علي إبراهيم ، وبارك علي محمد وأزواجه وذريته ، كما باركت إبراهيم إنك حميد مجيد ) [ المصدر نفسه . وانظر نيل الأوطار 2/291 ] .
فقالوا : إن هذا الحديث يفسر حديث ( اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد ) [ صحيح البخاري مع الفتح كتاب الأنبياء 6/407 حديث 3369 ، وصحيح مسلم بشرح النووي كتاب الصلاة باب الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد 4/366 حديث 405 ، وصحيح البخاري مع الفتح كتاب الأنبياء 6/408 حديث 3370 ] ويبن أن آل محمد هم أزواجه وذريته [ التمهيد لابن عبد البر 17/303 وأحكام القرآن 3/623 وفتح الباري 11/160 ] .
2- ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً ) [ صحيح مسلم مع شرح النووي كتاب الزكاة باب في الكفاف والقناعة 7/152 حديث 1055 ، واللفظ له ، صحيح البخاري مع الفتح كتاب باب الرقاق باب كيف عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه 11/283 حديث 6459 ] .
( ومعلوم أن هذه الدعوة المستجابة لم تنل كل بني هاشم ولا بني المطلب ،لأنه كان فيهم الأغنياء وأصحاب الجدة والى الآن ، وأما أزواجه وذريته صلى الله عليه وسلم فكان رزقهم قوتاً ، وما كان يحصل لأزواجه بعد من الأموال كن يتصدقن به ويجعلن رزقهن قوتاً ) [ جلاء الإفهام 112 ] .
3- ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت ( ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز ومأدوم ثلاثة أيام حتى لحق بالله عز وجل ) [ صحيح البخاري مع الفتح كتب الرقاق باب كيف عيش النبي صلى الله عليه وسلم 11/282 حديث 6454 وباب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكلون 9/549 حديث 5416 ].
ومعلوم أن العباس وأولاده وبني المطلب لم يدخلوا في لفظ عائشة ولا مرادها [ جلاء الافهام 113 ] .
4- ومما يدل علي أن آل صلى الله عليه وسلم زوجاته وذريته قوله تعالي : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) [الأحزاب : 33 ] لأن ما قبل الآية وبعدها في الزوجات فأشعر ذلك بارادتهم وأشعر تذكير المخاطبين بها بارادة غيرهن . فدخلن في أهل البيت ، فلا يجوز إخراجهن من شيء منه [ نيل الأوطار للشوكاني 2/290 ، وتفسير القرطبي 14/119 ] قال البيهقي : وإنما قال عنكم بلفظ الذكور لأنه أراد دخول غيرهن معهن في ذلك ثم أضاف البيوت اليهن فقال : ?واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة [ سورة الأحزاب 34 ]
وقال الزمخشري : أهل البيت نصب علي النداء أو علي المدح وفي هذا دليل بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته [ السنن الكبرى 2 / 150 ] .
وقال ابن كثيرعند تفسير هذه الآية أنها نص في دخول أزواج النبي صلي الله عليه وسلم في أهل البيت هنا لأنهن سبب نزول هذه الآية وسبب النزول داخل فيه قولاً واحد إما وحده علي قول أو مع غيره علي الصحيح ... إلى أن قال (( ثم الذي لا يشك من تدبر القرآن أن نساء النبي صلي الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالي : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) فإن سياق الكلام معهن.
قلت وقد يشكل على البعض الجمع بين رواية زيد بن أرقم المتقدمة ، مع الرواية الأخرى والذي جاء فيها ( ألا واني تارك فيكم ثقلين أحد هما كتاب الله عز وجل هو حبل من أتبعه كان علي الهدى ومن تركه كان على الضلالة ، وفيه فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لا وأيم الله إن المراة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلي أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ) فيفهم من هاتين الروايتين التناقض في تحديد آل البيت وليس كذلك حيث يقول ابن كثير : ( هكذا وقع في هذه الرواية والأولى أولى والأخذ بها أحرى . وهذه الثانية تحتمل أنه أراد تفسير الأهل المذكورين في الحديث .. إنما المراد بهم آله الذين حرموا الصدقة ، أو أنه ليس المراد بالأهل الأزواج فقط بل هم مع آله وهذا الاحتمال أرجح جمعاً بينها وبين الرواية التي قبلها ) [ تفسير ابن كثير 3/483،486 ، وانظر شعب الإيمان للحليمي 2/140 ] .
وقال النووي مبيناً وجه الجمع بين الروايتين ( فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال : نساؤه لسن من أهل بيته ، فتتأول الرواية الأولى علي المراد أنهن من أهل بيته الذين يساكنونه ويعولهم وأمر باحترامهم وإكرامهم وسماهم ثقلاً ووعظ في حقوقهم وذكَّر. فنساؤه داخلات في هذا كله ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة وقد أشار إلي هذا في الرواية الأولى بقوله : نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة فاتفقت الروايتان ) .
فالمعنى يشمل الجميع ولا يقتصر علي أحد ، ولذلك عندما جاء السؤال ( من أهل بيته ؟ نساؤه ) كان الجواب (لا وأيم الله) ، وعندما جاء السؤال بمن التبعضية ( ليس نساؤه من أهل بيته ) كان الجواب مؤكداً أنهن من أهل بيته ( إن نساءه من أهل بيته ) . وبذلك يزول الإشكال والحمد الله

أدلة القول الثالث :
القائلين أن آل النبي صلى الله عليه وسلم أمته وأتباعه إلي يوم القيامة .
1- قوله تعالى : ( أدخلوا ءآل فرعون أشد العذاب ) [غافر 46 ] والمراد جميع أتباعه [ تفسير ابن كثير 3/486 ] . ومن قوله تعالي : ( إلا ءآل لوط نجيناهم بسحر ) [القمر : 34 ] فالمراد به أتباعه المؤمنون به من أقاربه وغيرهم .
وذلك إن آل المعظم أتباعه علي دينه وأمره قريبهم وبعيدهم وأن اشتقاق هذه اللفظة تدل عليه فإن من آل يؤول إذا رجع ، ومرجع الاتباع إلى متبوعهم لأنه إمامهم وموئلهم كما نص علي ذلك أهل اللغة [ انظرالقاموس المحيط 1244 والصحاح للجوهري 4/1627 ـ 1628 ] .
2- بما جاء في حديث أن واثلة بن الأسقع روى أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا حسناً وحسيناً ، فأجلس كل واحد منهما علي فخذه ، وأدنى فاطمة رضي الله عنها من حجره وزجها ، ثم لف عليهم ثوبه ، ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهلي ) ، قال واثلة : فقلت يا رسول الله ، وأنا من أهلك ؟ فقال : وأنت من أهلي ) .
قال البيهقي : هذا إسناد صحيح [ السنن الكبرى للبيهقي 2/152 ]. ومعلوم أن واثلة من بني ليث بن بكر بن عبد مناة ، فهو من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي ذلك يقول نشوان الحمييري:
آل النبي هم أتباع ملته من الأعاجم والسواد والعرب
لو لم يكن اله إلا قرابته صلي المصلي علي الطاغي أبي لهب
ويدل علي ذلك أيضاً قول عبد المطلب .
وأنصر علي الصليب وعابديه اليوم آلك
والمراد بآل الصليب أتباعه [ نيل الأوطار للشوكاني 2/291 ٍ ] .
أدلة القول الرابع :
القائلين بأن آله صلى الله عليه وسلم الأتقياء من أمته .
1- بما رواه الطبراني من حديث نوح بن مريم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من آل محمد؟ فقال : كل تقي ، وتلا النبي صلى الله عليه وسلم ( إن أوليائه إلا المتقون ) [الأنفال : 34 ] .
قال الطبراني : لم يروه عن يحيى إلا نوح تفرد به نعيم [ المعجم الصغير 1/135 - 136 ] .
2- واستدلوا أيضاً بحديث واثلة بن الأسقع المتقدم وقالوا : وتخصيص وثلة أقرب من تعميم الأمة به ، وكأنه جعل واثلة في حكم الأهل تشبيهاً بمن يستحق هذا الاسم [ انظر المجموع للنووي 3/467 ، والسنن الكبرى للبيهقي 2/152 ] .
3- قال البيهقي : ويحتج لهم بقوله تعالي لنوح صلى الله عليه وسلم ( احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك ) [هود : 40 ] و ( فقال رب ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ) [هود : 45 ـ46] فأخرجه بالشرك عن أن يكون من أهل نوح [ السنن الكبرى 2/152 ، والمجموع للنووي 3/466 ـ467 ] .
فعلم أن آل الرسول صلى الله عليه وسلم أتباعه [ جلاء الأفهام 115 ] .
فهذه أقوال أهل العلم في تحديد آل البيت من المراد بهم والراجح والله أعلم أن آله صلى الله عليه وسلم قرابته الذين حرمت عليهم الصدقة [ وقد اختلف العلماء في تحديد من حرمت عليهم الصدقة ] . وزوجاته وذريته رضي الله عنهم أجمعين .
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رفع الشبهة بقوله : إن الصدقة لا تحل لآل محمد ، وقوله : إنما يأكل آل محمد من هذا المال ، وقوله : اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً وهذا لا يجوز أن يراد به عموم الأمة قطعاً ، فأول ما حمل عليه الآل في الصلاة ، الآل المذكورون في سائر ألفاظه ولا يجوز العدول عن ذلك .
أما تنصيصه علي الأزواج والذرية فلا يدل علي اختصاص الآل بهم بل هو حجة علي عدم الاختصاص بهم ، وذلك لما روى أبو دواد والبيهقي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم صل علي محمد النبي وأزوجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل البيت كما صليت علي إبراهيم إنك حميد مجيد ) [ سنن أبي داود ك الصلاة باب الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم 1/982 حديث 982 والسنن الكبرى للبيهقي ك الصلاة باب الدليل علي أن أزواجه صلى الله عليه وسلم من أهل بيته 2/ 151 ] .
فجمع بين الأزواج والذرية والأهل ، وإنما نص عليهم بتعييهم ليبين أنهم حقيقون بالدخول في الآل ، وأنهم ليسوا بخارجين منه ، بل هم أحق من دخل فيه ، وهذا كنظائره من عطف الخاص علي العام ، وعكسه تنبيها علي شرفه وتخصيصه له بالذكر من النوع لأنه من أفراد النوع بالدخول فيه . [ جلاء الأفهام 116 ] .
قال البيهقي بعد إيراده للحديث ( فكأنه صلى الله عليه وسلم أفرد أزواجه وذريته بالذكر علي وجه التأكيد ثم رجع إلي التعميم ليدخل فيها غير الأزواج والذرية من أهل بيته صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين ) [ السنن الكبرى 2/151 ] وقال الحليمي : وأما اسم أهل البيت فإنه للقرابة والأزواج معاً [ شعب الإيمان 2/240 ـ 241 ] .
وقال ابن حجر في هذا الحديث : فيحمل على أن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ غيره ، فالمراد بالآل الأزواج ، عليهم الصدقة ويدخل فيهم الذرية ، وبذلك يجمع بين الأحاديث [ فتح الباري 11/106 ] .
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع في التشهد السلام والصلاة ، فشرع في السلام تسليم المصلي علي الرسول صلى الله عليه وسلم أولاً وعلي نفسه ثانياً ، وعلى سائر عباد الله الصالحين ثالثاً ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( فإذا قلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد لله صالح في الأرض والسماء ) [ صحيح البخاري مع فتح الباري ك الأذان باب التشهد في الآخر 2/311 حديث 831 ، وصحيح مسلم ك الصلاة باب التشهد في الصلاة 2/302 حديث 402 ] .
أما الصلاة فلم يشرعها إلا عليه وعلي آل فقط ، فدل على أن آل هم أهله وأقاربه [ جلاء الأفهام 188 ].
3- أنه قد جاء ما يمنع حمل الآل على جميع الأمة وذلك فيما رواه الإمام أمحمد في مسنده من حديث أبي سعيد لخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي : الثقلين أحد هما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يراد علي الحوض [ المسند 3/26، 3/59 ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/163 رواه أحمد بسند جيد ] وفي رواية عند الترمذي من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) [ سنن الترمذي ك المناقب باب مناقب أهل البيت 5/662 حديث 3786 وصححه الألباني كما في صحيح سنن الترمذي 3/226 حديث 2978 وفي صحيح المشكاة 1634 ]
( فإنه لو كان الآل جميع الأمة لكان المأمور بالتمسك به والأمر المتمسك به شيئاً واحد اً وهذا باطل ) [ نيل الأوطار للشوكاني 2/292 ] .
أما القول : بأن آله الأتقياء من أمته فلا يصح أيضاً وما استدلوا به لاتقوم به الحجة فالحديث الذي رواه الطبراني والذي جاء فيه : ( من آل محمد ؟ فقال كل تقي ... ) رواه البيهقي من حديث نافع أبو هرمز عن أنس فذكره ، وقال هذا ضعيف لا يحل الاحتجاج به لأن أبا هرمز كذبه يحيى بن معين وضعفه أحمد وغيره من الحفاظ [ السنن الكبرى 2/152 ] .
وقال ابن تيمية عنه : وهذا الحديث موضوع لا أصل له [ مجموع الفتاوى 22/462 ] .
وقال ابن القيم : ونوح هذا ونافع أبو هرمز لا يحتج بهما أحد من أهل العلم وقد رميا بالكذب [ جلاء الأفهام 115 ] . وقال الحافظ ابن حجر سنده واه جداً [ فتح الباري 11/161 ] . وقال ابن حجر الهيتمى ضعيف بالمرة [ الصواعق المحرقة 224 ] .
أما استدلالهم بقصة نوح مع ابنه فقد أجاب ذلك الشافعي رحمه الله بقوله : إن المراد ليس من أهلك الذي أمرناك بحملهم لانه تعالي قال : وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم فأعلمه أنه أمره لا يحمل من أهله من يسبق عليه القول من أهل معصيته بقوله إنه عمل غير صالح . [ أحكام القرآن للشافعي 1/73 ، وانظر المجموع للنووي 3/467 ، والسنن الكبرى اللبيهقي 2/152 ] .
وقال ابن القيم : ويدل على صحة هذا أن سياق الآية يدل على إن المؤمنين قسم غير أهله الذين هم أصله ، لأنه قال سبحانه ( احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن ءامن )? [هود 40 ] فمن آمن معطوف على المفعول بالحمل وهم الأهل والاثنان من كل زوجين [ جلاء الأفهام 116 ] .
فالأتقياء من أمته هم أولياؤه وليسوا آله ، فقد يكون الرجل من آله وأولياؤه كأهل بيته والمؤمنون به من أقاربه .
وقد يكون من أوليائه وان لم يكن من آله كخلفائه في أمته الداعين إلي سنته الذابين عنه الناصرين لدينه وان لم يكن من أقاربه [ جلاء الأفهام 118 ] .
وقد ثبت في حديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء ، وإنما ولي الله وصالح المؤمنين [ صحيح البخاري مع فتح الباري ك الأدب باب تبل الرحم ببلالها 10/419حديث 5990 وصحيح مسلم ك الايمان باب موالاة المؤمنين 1/197 حديث 215 ] .
وجاء فيما رواه الأمام أحمد بسنده عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا ) [ المسند 5/235 وصححه الألباني في صحيح الجامع 2/182 حديث 2008 وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/403 حديث 765 ].
( فأولياؤه المتقون بينه وبينهم قرابة الدين والإيمان والتقوى ، وهذه القرابة أعظم من القرابة الطبيعية القرب بين القلوب والأرواح أعظم من القرب بين الأبدان فأولياؤه أعظم درجة من آله ، وإن صلى على آله تبعاً له ، لم يقتض ذلك أن يكونوا أفضل من أوليائه الذين لم يصل عليهم ، فالمفضول قد يختص بأمر ولا يلزم أن يكون أفضل من الفاضل ) [ انظر منهاج السنة 7/78 ] .
ولا ريب أنه قد يطلق على الأتباع لفظ الآل في بعض المواضع ولكن بقرينه من ذلك أنه حيث وقع لفظ الآل يراد به الأتباع ، لورود النصوص التي بينت المراد من آله صلى الله عليه وسلم كما تقدم وذلك لما يترتب علي تحديد ذلك من حقوق وواجبات ينفرد بها أهل البيت على من سواهم .
أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هم كل من تحرم عليهم الصدقة وهم:
1/ آل عقيل (الأخ الأكبر لعلي).
2/ آل علي .
3/ آل جعفر (الطيار).
4/ آل عباس .
5/ زوجات النبي صلى الله عليه وسلم .
6/ بناته صلى الله عليه وسلم .

بارك الله فيك اخى الغالى

وجعل ما قدمت لنا فى ميزان حسناتك يوم القيامه

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين سيدنا وحبيبنا ومولانا
محمد صلى الله علية وسلم خاتم الانبياء والمرسلين
بارك الله تعالى فيكم وبكم وعليكم اخي الحبيب
وجمعنا واياكم بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الدنيا قبل الاخرة يقظة ومناما حالا ومآلا سرا وعلانية
ظاهرا وباطنا اولا واخرا
آمين آمين آمين

» معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع الجمادات
» فضل الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
» حمل ءامنة بالحبيب النبي محمد صلى الله عليه وسلم
» معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العصمة
» الصحابي الجليل بلال بن رباح الحبشي مؤذِّن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يشد رِحَالَه إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم