النفحات الربِّية على الصلوات البكرية : صلاة قدسية , صيغة لعشاق الذات المحمدية :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصلاة السابعة والأربعون
لسيدي محمد ابن أبي الحسن البكري رضي الله عنهما وعن أسلافهما وأعقابهما :
ــــــــــــــــــــــــــــ
(( اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نُورِكَ الأَسْنَى. وَسِرِّكَ الأَبْهَى.
وَحَبِيبِكَ الأَعْلَى. وَصَفِيِّكَ الأَزْكَى.
وَاسِطَةِ أَهْلِ الْحُبِّ. وَقِبْلَةِ أَهْلِ الْقُرْبِ.
رُوحِِ الْمَشَاهِدِ الْمَلَكُوتِيًةِ. وَلَوْحِ الأَسْرَارِ الْقَيُّومِيَّةِ.
تَرْجُمَانِ الأَزَلِ وَالأَبَدِ. لِسَانِ الْغَيْبِ الَّذِي لاَ يُحِيطُ بِهِ أَحَدٌ.
صُورَةِ الْحَقِيقَةِ الْفَرْدَانِيَّةِ. وَحَقِيقَةِ الصُّورَةِ الْمُزَيَّنَةِ بِالأَنْوَارِ الرَّحْمَانِيَّةِ.
إِنْسَانِ الله الْمُخْتَصِّ بِالْعِبَارَةِ عَنْهُ. سِرِّ قَابِلِيَّةِ التَّهَيؤ الإِمْكَانِيِّ الْمُتَلَقِّيَةِ مِنْهُ.
أحْمَدِ مَنْ حَمِدَ وَحُمِدَ عَنْدَ رَبِّهِ. مُحَمَّدِ الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ بِتَفْعِيلِ التَّكْمِيلِ الذَّاتِي فِي مَرَاتِبِ قُرْبِهِ.
غَايَةِ طَرَفَي الدَّوْرَةِ النَّبَوِيَّةِ الْمُتَّصِلَةِ بِالأَوَّلِ نَظَراً وَإِمْدَاداً. بِدَايَةِ نُقْطَةِ الاِنْفِعَالِ الْوُجُودِيَّ إِرْشَاداً وَإِسْعَاداً. أمِينِ الله عَلَى سِرِّ الأُلُوهِيَّةِ الْمُطَلْسَمِ. وَحَفِيظِهِ عَلَى غَيْبِ اللاَّهُوتِيَّةِ الْمُكَتَّمِ.
مَنْ لاَ تُدْرِكُ الْعُقُولُ الْكَامِلَةُ مِنْهُ إِلاَّ مِقْدَارَ مَا تَقُومُ عَلَيْهَا بِهِ حُجَّتُهُ الْبَاهِرَةُ. وَلاَ تَعْرِفُ النُّفُوسُ الْعَرْشِيَّةُ مِنْ حَقِيقَتِهِ إِلاَّ مَا يَتَعَرَّفُ لَهَا بِهِ مِنْ لَوَامِعِ أنْوَارِهِ الزَّاهِرَةِ.
مُنْتَهَى هِمَمِ الْقُدُسِيِّينَ وَقَدْ بَدَوْا مِمَّا فَوْقَ عَالَمِ الطَّبَائِعِ. مَرْمَى أبْصَارِ الْمُوَحِّدِينَ وَقَدْ طَمَحَتْ لِمُشَاهَدَةِ السِّرِّ الْجَامِع.
مَنْ لاَ تُجْلَى أشِعَّةُ الله لِقَلْبٍ إِلاَّ مِنْ مِرْآةِ سِرِّهِ. وهي النور المطلق .ولا تتلى مزاميره على لسان إلا بِرَنّات ذكره وَهُوَ الْوِتْرُ الشَّفْعِيُّ الْمُحَقَّقُ.
الْمَحْكُومُ بِالْجَهْلِ عَلَى كُلِّ مَنِ ادَّعَى مَعْرِفَةَ الله مُجَرَّدَةً فِي نَفْسِ الأَمْرِ عَنْ نَفَسِهِ الْمُحَمَّدِيِّ. الْفَرْعِ الْحِدْثَانِيِّ الْمُتَرَعْرِعِ فِي نَمَائِهِ بِمَا يُمِدُّ بِهِ كُلَّ أصْلٍ أبَدِيٍّ.
جَنِيِّ شَجَرَةِ الْقِدَمِ. خُلاَصَةِ نُسْخَتَي الْوُجُودِ وَالْعَدَمِ.
عَبْدِ الله وَنِعْمَ الْعَبْدُ الَّذِي بِهِ كَمَالُ الْكَمَالِ. وَعَابِدِ الله بِالله بِلاَ حُلُولٍ وَلاَ اتِّحَادٍ وَلا اتِّصَالٍ وَلا انْفِصَالٍ. الدَّاعِي إِلَى الله عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. نَبِيِّ الأَنْبِيَاءِ وَمُمِدِّ الرُّسُلِ عَلَيْهِ بِالذَّاتِ وَعَلَيْهِمْ مِنْهُ أفْضَلُ الصَّلاَةِ وَأشْرَفُ التَّسْلِيمِ.
يَا الله يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ
(اللَّهُمَّ) صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى جَمَالِ التَّجَلِّيَاتِ الاِخْتِصَاصِيَّةِ. وَجَلاَلِ التَّدَلِّيَاتِ الإِصْطِفَائِيَّةِ.
الْبَاطِنِ بِكَ فِي غَيَابَاتِ الْعِزِّ الأَكْبَرِ. الظَّاهِرِ بِنُورِكَ فِي مَشَارِقِ الْمَجْدِ الأَفْخَرِ.
عَزِيزِ الْحَضْرَةِ الصَّمَدِيَّةِ. وَسُلْطانِ الْمَمْلَكَةِ الأَحَدِيَّةِ.
عَبْدِكَ مِنْ حَيْثُ أنْتَ كَمَا هُوَ عَبْدُكَ مِنْ حَيْثُ كَافَّةُ أسْمَائِكَ وَصِفَاتِكَ. مُسْتَوَى تَجَلِّي عَظَمَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَحُكْمِكَ فِي جَمِيعِ مَخْلُوقَاتِكَ.
مَنْ كَحَلْتَ بِنُورِ قُدْسِكَ مُقْلَتَهُ فَرَأى ذَاتَكَ الْعَلِيَّةَ جِهَاراً. وَسَتَرْتَ عَنْ كُلِّ أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فِي بَاطِنِهِ لَكَ أسْرَاراً. وَفَلَقْتَ بِكَلِمَةِ خُصُوصِيَّتِهِ الْمُحَمَّدِيَّةِ بِحَارَ الْجَمْعِ. وَمَتَّعْتَ مِنْهُ بِمَعْرِفَتِكَ وَجَمَالِكَ وَخِطَابِكَ الْقَلْبَ وَالْبَصَرَ وَالسَّمْعَ.
وَأخَّرْتَ عَنْ مَقَامِهِ تَأْخِيراً ذَاتِيًّا كُلَّ أَحَدٍ. وَجَعَلْتَهُ بِحُكْمِ أحَدِيَّتِكَ وِتْرَ الْعَدَدِ.
لِوَاءِ عِزَّتِكَ الْخَافِقِ. لِسَانِ حِكْمَتِكَ النَّاطِقِ
سَدِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ. وَشِيعَتِهِ وَوَارِثِيهِ وَحِزْبِهِ.
يَا الله يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ
(اللَّهُمَّ) صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى دَائِرَةِ الإِحَاطَةِ الْعُظْمَى. وَمَرْكَزِ مُحِيطِ الْفَلَكِ الأَسْمَى.
عَبْدِكَ الْمُخْتَصِّ مِنْ عُلُومِكَ بِمَا لَمْ تُهَيِّىءْ لَهُ أحَداً مِنْ عِبَادِكَ. سُلْطَانِ مَمَالِكِ الْعِزَّةِ بِكَ فِي كَافَّةِ بِلاَدِكَ.
بَحْرِ أنْوَارِكَ الَّذِي تَلاَطَمَتْ بِرِيَاحِ التَّعَيُّنِ الصَّمَدَانِيِّ أمْوَاجُهُ. قَائِدِ جَيْشِ الندبُوَّةِ الَّذِي تَسَارَعَتْ بِكَ إِلَيْكَ أفْوَاجُهُ.
خَلِيفَتِكَ عَلَى كَافَّةِ خَلِيقَتِكَ. أمِينِكَ عَلَى جَمِيعِ بَرِيَّتِكَ.
مَنْ غَايَةُ الْمُجِدِّ الْمُجِيدِ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ الاعْتِرَافْ بِالْعَجْزِ عَنِ اكْتِنَاهِ صِفَاتِهِ. وَنِهَايَةُ الْبَلِيغِ الْمُبَالِغِ أنْ لاَ يَصِلَ إِلَى مَبَالِغِ الْحَمْدِ عَلَى مَكَارِمِهِ وَهِبَاتِهِ.
سَيِّدِنَا وَسَيِّدِ كُلِّ مَنْ لَكَ عَلَيْهِ سِيَادَةٌ. مُحَمَّدِكَ الَّذِي اسْتَوْجَبَ مِنَ الْحَمْدِ بِكَ لَكَ إِصْدَارَهُ وَإِيرَادَهُ.
وَعَلَى آلِهِ الْكِرَامِ. وَأصْحَابِهِ الْعِظَامِ. وَوُرَّاثِهِ الْفِخَامِ.
{ الْحَمْدُ لله وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى } سَبعاً أي يكرر هذه الآية تالي الصلوات سبع مرات
ثم يقول:
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ
ويقرأ الفاتحة ويهديها لمنشىء هذه الصلوات
ويقول: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
وَصَلَّى الله وَسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى إِخْوَانِهِ مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ. ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وذكر بعدها ثلاث صيغ ثم قال النبهاني :
( هذه الصلوات الأربع للولي الكبير وعلم العلم الشهير قطب دائرة الوجود وسلالة أبي بكر الصديق الذي ورث عنه مقام الصديقية حتى بلغ في دقائق المعارف الإلهية أعلى درجات التحقيق
سيدنا ومولانا أبي المكارم الشيخ محمد شمس الدين ابن أبي الحسن البكري رضي الله عنهما وعن أسلافهما وأعقابهما ونفعنا ببركاتهم أجمعين.
أما الصلاة الأولى منها وهي :
اللهم صل وسلم على نورك الأسنى. وسرك الأبهى. وحبيبك الأعلى. وصفيك الأزكى. إلى آخرها فقد نقلتها من شرحها لسيدي العارف بالله السيد مصطفى البكري رضي الله عنه
وقد كُتب على هامش هذا الشرح في عدة مواضع ما يصرح بأَن صاحبه وكاتبه أَحمد العروسي قرأَه على شيخه مؤلفه المشار إِليه رضي الله عنه
ولذلك كانت هذه النسخة في غاية الصحة والضبط
أما فضل هذه الصلوات ومزيتها فكفاها فضلاً وشرفاً أَن صاحبها سيدي محمد البكري المشهود له بالقطبانية والتقديم
قد تلقاها عن صاحب الرسالة الحبيب الخليل الكليم صلى الله عليه وآله وسلم
وهذه عبارة السيد مصطفى البكري في مقدمة شرحه المذكور :
" قال العلامة ابن عابدين في ثبته بعد ذكره المسبعات العشر نقلاً عن ثبت سيدي ولي الله الشيخ محمد البديري القدسي. :
" قال ـ يعني البديري ـ :
وهذه المسبعات العشر تنقذ من يقرؤها كل يوم على هذا الترتيب
من جميع المهالك في الدنيا وفي يوم الحشر
وهي من المكفرات لجميع السيئات وحرز حصين من جميع الآفات
فهي في النفع
كصلوات الأستاذ الأعظم والملاذ الأفخم العارف الرباني والقطب الغوث الصمداني سيدي محمد الكبير البكري الصديقي الأشعري سبط الحسين صاحب الأنفاس العلية والكرامات السنية
وتلك الصلوات العليات قد تلقاها الأستاذ المذكور من إملاء النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم
كما هو مشهور
فكم لقارئها من الأجور. ومزيد القرب من الله الغفور. ونيل المقاصد والحبور.
ولو لم يكن له إلا دخوله في سلك السادات البكرية والعبور.
قال ابن عابدين :
ثم ذكرها يعني البديري بتمامها في ثبته المزبور.
فمن أحب الاطلاع عليها فليراجعها فإنه مشهور. ا.هـ. )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفضل الصلوات للعارف النبهاني قدس الله سره النوراني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله